الوطن

"تطوير وعصرنة مؤسسة الجيش مستمران"

افتتاحية مجلة الجيش توضح أهمية تعزيز القدرات الدفاعية للجزائر في ظل التحديات الراهنة والمستقبلية.

  • 2235
  • 2:34 دقيقة
الصورة: وزارة الدفاع الوطني
الصورة: وزارة الدفاع الوطني

أكدت افتتاحية مجلة الجيش، في عددها الأخير، أن الجزائر تواصل تطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث وعصرنة مكونات الجيش الوطني الشعبي، الضامن لوحدة وسيادة واستقلال الوطن.

وأوضحت الافتتاحية أنه "وعيا منها بحجم التحديات الراهنة والمستقبلية الواجب رفعها في عالم يموج بالتقلبات والتجاذبات، وفي ظل أوضاع دولية وإقليمية يطبعها التوتر وعدم الاستقرار، وإدراكا منها أن قوة الأمم ترتبط ارتباطا وثيقا بقوة جيوشها، تواصل الجزائر دون هوادة، تطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وبناء جيش قوي ومهاب الجانب، قطع خلال السنوات القليلة الماضية أشواطا كبرى على درب عصرنة وتحديث كافة مكوناته، ليبقى على الدوام الدرع الواقي للوطن وضامن وحدته وسيادته واستقلاله، سائرا على النهج الذي أرسى معالمه جيش التحرير الوطني بالروح والعزيمة نفسها، وبالمبادئ والقيم ذاتها".

وأردفت الافتتاحية أن "هذه الإنجازات التي مكنت قواتنا المسلحة من بلوغ أعتاب الحداثة والتطور والنجاعة العملياتية، هي ثمرة للرؤية المتبصرة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وللجهود المضنية لكافة منتسبيه".

وشددت الافتتاحية على أن هذه الجهود المبذولة تشمل مختلف المستويات والمجالات، "على غرار التكوين والتجهيز بأحدث المعدات والأسلحة والتحكم في ناصية التكنولوجيات الدقيقة والمعقدة، وكذا التدريب والتحضير القتالي المستمر، هذا الأخير الذي يحظى باهتمام بالغ من لدن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، لاسيما من خلال الحرص الدائم على تنفيذ التمارين البيانية والتكتيكية التي تسهم في الرفع من القدرات العملياتية والتمرس القتالي لمختلف وحداتنا وتشكيلاتنا، التي تثبت، من خلال نتائجها النوعية المحققة في الميدان، ما بلغته من اقتدار وكفاءة".

وعادت الافتتاحية إلى التمارين المنفذة بالذخيرة الحية، التي أشرف عليها الفريق أول السعيد شنڤريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، والتي تعكس العناية الكبيرة بهذا الجانب المهم في تحضير القوات لمواجهة أي طارئ أو مستجد.. وآخرها التمرينان التكتيكيان، الحصن المنيع 2025 بإقليم الناحية العسكرية الثالثة، وصمود 2025 بالناحية العسكرية الثانية، اللذان حققا الأهداف المرجوة منهما وكللا بنجاح باهر، تخطيطا وتحضيرا وتنفيذا، وهو ما يعكس الجاهزية العالية للمقاتلين واستعدادهم للدفاع عن الوطن وتأمين موجبات وحدته وصون سيادته".

وتبذل الجزائر - تضيف الافتتاحية - "بالموازاة مع الاستعداد الدائم للجيش الوطني الشعبي لمواجهة ودحر أي خطر قد يمس بأمن وسلامة وطننا الغالي، جهودا حقيقية عبر دبلوماسية نشطة، تسعى إلى استعادة الاستقرار السياسي والأمني في جوارنا الذي يشهد اضطرابات غير مأمونة، وذلك انسجاما مع مبادئها الراسخة التي تقوم على حسن الجوار ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، ناهيك عن فض النزاعات والأزمات سلميا، وتغليب لغة الحوار والمفاوضات ورفض منطق السلاح".

وأشارت الافتتاحية: "إلى جانب التزام الجزائر الثابت بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود كأحد التحديات الكبرى التي تواجهها منطقتنا، تتجاوز المقاربة الجزائرية الشاملة في هذا الخصوص لتشمل البعد الاقتصادي"، موضحة أن ذلك يتحقق "عبر تعزيز التنمية في محيطها الإقليمي، عبر تقديم المساعدات الإنسانية وتمويل المشاريع التنموية ذات البعد الإقليمي، بما يسهم في إجهاض كل المخططات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة".

وفي ختام نص الافتتاحية، تم التأكيد على أن "بلادنا بفضل كفاءة منظومتها الدفاعية، وتشبع كل الوطنيين والمخلصين بقيم الانتماء للوطن والإخلاص له، فضلا عن الدور المحوري لدبلوماسيتنا الرصينة والجهود الحثيثة، المبذولة لتعزيز مسار النهضة الوطنية الشاملة، ستتمكن من رفع كل التحديات داخليا وخارجيا، وستستمر في "الرقي الاقتصادي وفي الارتقاء الاستراتيجي، وسيبقى أعداؤها، على غرار أسلافهم عبر التاريخ، يجرون أذيال الخيبة ويتجرعون مرارة الهزيمة وفشل مخططاتهم الدنيئة"، مثلما أكده الفريق أول السعيد شنڤريحة، خلال زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية الثانية.