المقبرة اليهودية ببوسعادة لاتزال تحتفظ بمعالمها

38serv

+ -

تواصلت الزيارات المتكررة لليهود لمنطقة بوسعادة لسنوات، متخفين وراء جوازات سفر أوروبية. وحسب بعض الذين تحدثنا إليهم وعايشوا فترة وجود هؤلاء، فإن أسماء العائلات التي استوطنت المنطقة معروفة وأن خلفهم كانوا إلى وقت قريب يترددون على زيارة آبائهم أو أجدادهم وحتى أقربائهم المدفونين بمقبرة القيسة.حاولنا دخول المقبرة إلا أن حارسها اعترض بشدة، كما رفض تقديم أي توضيحات بخصوص الزيارات السرية التي يقوم بها بعض اليهود للمدينة، لكن أحد جيران المقبرة لم ينف وجود زيارات غير منتظمة للمقبرة، لكنها توقفت منذ مدة، وخلالها كانت تقام طقوس الحج إلى مقبرة الأجداد.وكانت آخر الزيارات التي سجلها بعض المهتمين بالموضوع قيام عدد من يهود بولونيين بزيارة المدينة سنة 2006 تحت غطاء سياحي، ثم زيارة  اليهودي الفرنسي “ليونيل شيش بورتيش” في 2008  قبر والده الموجود بالمدينة.ويوجد بالمقبرة اليهودية بحي القيسة وسط مدينة بوسعادة 300 قبر لاتزال تحتفظ بمعالمها القديمة، وإن كانت تحتاج إلى ترميمات وصيانة، خاصة الجدار الشرقي.وتتكفل البلدية أحيانا بنزع الأعشاب الضارة وببعض أعمال التنظيف البسيطة، لكنها في واقع الحال أحسن بكثير من وضع مقابر المسلمين في المدينة، فهي مصانة ويتكفل حارس بحراستها منذ زمن بعيد.وما يحز في نفس أحد مثقفي المنطقة ما تعرض له قبر الحاخام اليهودي ‘’شيش بورتيش’’ سنة 1985 والذي كان بجوار المستشفى القديم ‘’برج الساعة’’، حسب ما يعتقد، والذي تم نبشه ونقل رفاته إلى مكان آخر، وأقيمت مكانه محلات تجارية، وكان، حسب محدثنا، يمكن أن يكون رمزا للتسامح الذي ميز وجود اليهود ببوسعادة مدة قاربت الـ5 قرون.وكانت آخر زيارة لليهود إلى بوسعادة قبل حوالي 5 سنوات لعائلة ‘’سونيقرو’’، وهي من خلف عائلة ‘’شيش بورتيش’’، يقودهم شيخ في العقد التاسع من عمره، كان قد غادر بوسعادة قبل 50 سنة. كما لاتزال شواهد القبور واضحة المعالم، ومكتوب عليها بالفرنسية والعبرية، وتحمل بعض الأسماء العربية التي كان يشترك اليهود فيها مع المسلمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: