+ -

إنك جد متخلف عن الواقع، نحن في مرحلة الجيل الخامس في الحرقة، فالأجنة التي ”تحرق” في بطون أمهاتها إلى فرنسا لترى النور هناك هي الجيل الخامس من ”الحراقة”.. جيل ”حراق” يستخدمون بطون أمهاتهم كقوارب و ”بوطي” للحرقة، على أمل أن يأخذ هذا المولود الجنسية بعد أن يكبر! فالجيل الخامس من الحرقة يخطط للحرقة وهو في بطن أمه.. قارئ حراق بمخه عبر الإنترنت! هذا الكلام صحيح، فهو فعلا الجيل الخامس من الحراقة، ومع الأسف يحدث هذا بعد 56 سنة من الاستقلال، حيث يقوم وزير الصحة بتنظيم ”حرقة” لجنينه حتى لا ينجبه في الجزائر ويضطره إلى الحرقة عبر ”البوطي” بعد 20 سنة من الآن.نعم الجيل الرابع من الحراقة هو حرقة التعليم والأموال، والجيل الخامس من الحرقة هو حرقة الأجنة في بطون أمهاتهم.مع الأسف وزير الصحة المكلف بأن يوفر الرعاية الصحية للأمهات ليلدن في الجزائر أصبح لا يضمن حتى سلامة زوجته في أن تلد في الجزائر.. هذا إذا قلنا إنه يمارس الحرقة بجنينه!الأطباء يهربون من الجزائر بعد 56 سنة من الاستقلال لأنهم يحسون بأن الجزائر ليست بلدهم. وفي نفس الوقت تضع الحكومة البرامج والمخططات بجلب الاستثمارات الأجنبية في حقل الصحة والدواء، ولا أحد يأتي، لأنه لا يقبل أن يأتي أجنبي للاستثمار في صحة بلد أطباؤها يهربون منها!لم تعد الجزائر غير صالحة للتطبب فقط، بل أصبحت غير صالحة حتى للتعليم الابتدائي والثانوي بنوعية، ولهذا يسافر ”المرفهين” والمسئولون إلى الخارج لتدريس أبنائهم والبقاء هناك.واللافت أن الحكومة أصلحت نظام الخدمة الوطنية فسنت قانونا غير معروف للعامة يسمح لأبناء الجزائريين الذين يسجلون في المدارس والجامعات الأجنبية بالحصول على الإعفاء من الخدمة الوطنية تلقائيا، ومعنى هذا القانون أنه وضع خصيصا لأبناء الذوات والمرفهين الذين يدرسون في الخارج، وهي صورة أخرى من صور التشريع الفئوي الذي يخدم فئة بعينها على حساب الآخرين!كل هذا يحدث في بلاد أصبحت أسيرة الماضي وقطع الزمان طريق أمسها عن غدها! فلا تتعجبوا إذا سمعتم بميلاد الجيل السادس من الحرقة تزامنا مع إقرار العهدة السادسة، ما دامت العهدة الخامسة قد سمحت بميلاد حرقة أجنة أبناء المسئولين، والتي قبلها طورت نظام الحرقة بـ ”البوطي”.. إنني تعبان.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات