+ -

السيد بوعقبة.. بعد مقالك الأخير حول الامتحانات، يشرفنا أن نقول لك إنه تم تغيير استراتيجيتهم في امتحان شهادة التعليم المتوسط، فقد كانوا يريدون تغيير سلم التنقيط بالكامل، جهزوا السلم الجديد وتم إرساله إلى مراكز التصحيح للعمل به، فمثلا في مادة اللغة العربية السؤال في الإعراب والذي عليه 7 نقاط بعد الامتحان بيوم تم استدعاء الأساتذة والمفتشين إلى وزارة التربية لدراسة إمكانية حذف هذا السؤال وتوزيع نقاطه على الأسئلة الأخرى، لأن كل التلاميذ لم يجيبوا عليه إلا المتفوقين منهم، لأنه من برنامج السنوات الثانية والثالثة متوسط، هل يعقل أن تكون اللغة العربية دون قواعد.. لا يحدث هذا إلا في الجزائر، خرجوا من هذا الاجتماع الطارئ بالموافقة على الحذف الكامل لهذا السؤال، لكن مقالك جعلهم يتراجعون عن هذا القرار، لأن المقال جعلهم يغيرون في سلّم التنقيط بطريقة غير مبالغ فيها ولم يتم حذف سؤال الإعراب.لكن بالمقابل تم إعطاء أوامر لرؤساء لجان التصحيح، بأن يقولوا للأستاذة المصححين أن يتساهلوا في التصحيح (بالدارجة يرخو يديهم) وإعطاء النقاط حتى وإن كانت الإجابة تشبه الإجابة الصحيحة، وفي المواد العلمية إعطاء النقاط حتى لو كانت النتيجة خاطئة ولو أجابوا التلاميذ بسطر فقط إعطائهم 0.5 نقطة، وهذا كله لرفع النسبة وهو ما كان فعلا، بهذه الطريقة تم رفع النسبة (للعلم في كل مادة يكون لها رئيس ويجب أن يكون مفتش المادة لمراقبة التصحيح وتوجيه الأساتذة المصححين إذا كان لهم مشكل).مقالك أيضا جعلهم يخافون وجعلهم يبحثون ويجمعون كل شيء له علاقة بالامتحانات السابقة، من أوراق وأقراص مضغوطة لإخفائها أو إحراقها، لا نعلم ماذا فعلوا بها، وبعد المتوسط جاء دور البكالوريا، حيث تم استدعاء المفتشين والأساتذة للحضور إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات – فرع القبة - لملتقى لمدة يومين (24 و25 جوان) من أجل دراسة سلّم التنقيط وطريقة تغييره حتى يتماشى مع الإجابات وحتى لا يعرف بأنه تم تغيير هذا السلّم، لأنه عند وضع أسئلة الامتحانات يكون دائما معها الأجوبة النموذجية، وهي تكون أيضا في مركز طبع المواضيع المغلق لمدة شهر بفرع القبة. بدأ التصحيح ومثلما فعلوا في امتحان المتوسط، فعلوا في البكالوريا، رئيس لجنة التصحيح أمر المصححين بالتساهل في التصحيح وإعطاء النقاط حتى ولو كان الجواب يشبه الجواب الصحيح.. وبالنسبة للمواد العلمية إعطاء النقاط حتى ولو كانت النتيجة خاطئة. لو نزلت إلى مراكز التصحيح وسألت الأساتذة المصححين سيقولون لك إن كل النقاط ضعيفة رغم التساهل في التصحيح، عكس ما قالته بعض النقابات والإعلام، الذين يخدمون الغشاشين، بأن النسبة مقبولة. ورغم هذا التساهل النسبة تتراوح ما يبن 20 و28، إنها الكارثة.. الوزارة والديوان الآن في تسارع من أجل حل المشكل، لو رأيتهم لحزنت عليهم أكثر من الحزن على المستوى المتدهور، يريدون إيجاد حل، إنهم خائفون، يتساءلون: يا ترى كيف تكون الطريقة التي يمكن رفع النسبة بها؟ مقالك فضحهم، الآن يستغلون النقابات التي تمشي في مسارهم للتصريح في الإعلام بأن النسبة مقبولة، والحقيقة هي كاريثة.السيد بوعقبة.. الوضع خطير، إنه مستقبل أجيال وأجيال، إنه مستقبل بلد بأكمله، إنهم نخبة المستقبل، كيف تكون بهذا المستوى الضعيف، والوزارة والديوان يريدون أن يجعلوا منهم متساوين مع المجتهدين.وقبل إعلان النتيجة، طلبت الوزارة من الديوان أن يراسل 5 ثانويات في العاصمة لتزويده بعدد التلاميذ الذين حصلوا على (10) كمعدل، والثانويات هي أحمد زبانة والبيروني وابن الهيثم وعمارة رشيد والعقيد لطفي. وعلى ضوء هذا الأمر، يتخذون القرار ماذا يفعلون حسب “اللوجيسيال” الذي أعدوه لإعلان النتائج. وهم يواجهون صعوبات تقنية لرفع نسبة النجاح بالغش السياسي في النتائج كما جرت العادة. هم خائفون، يريدون رفع النسبة كالعادة، ولكن سجن الحراش يرعبهم لو يفضح أمرهم.أملنا فيك كبير بأن تساعدنا وتدلنا على الطريقة التي نوصل بها هذا الأمر إلى القضاء دون أن نتضرر. تأخر إعلان النتائج طوال هذا الوقت سببه الارتباك الذي حصل بعد اكتشاف الجريمة بمقالك السابق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات