+ -

تعتبر الجزائرالبلد الحاضن للعديد من معالم التراث العربي، الذي انطلق امتداده منها إلى باقي الدول، حيث تعد هذه الأخيرة منطقة عبور مهمة في الخريطة الجغرافية، استقبلت العديد من الفنونوالحرف التي استوطنت بعض الولايات الوطنية، ثم تفرعت إلى دول مغاربية استلهمت فنونها من الجزائر مولدها الأول، على غرار الزليج الذي ظهر مغاربيا لأول مرة في مدينة المسيلة ثم تلمسان وقسنطينة ليدخل بعدها دول المغرب العربي.

تصنف عاصمة الشرق قسنطينة، كإحدى المدن التي تحوي إرثا مهما من الزليج، هذا الفن المعماري الذي أخذ حصة الأسد في تشييد المباني، كان حاضرا منذ القدم وامتهنه حرفيون عدة، حيث ازدهر في العصر العثماني خاصة في المدينة القديمة والعتيقة، التي كان لا يخلو منزل ودار منها، وهذا إلى جانب المؤسسات الدينية والتعليمية والحكومية، حيث ورغم آثار الانهيار وذهاب بعض المعالم إلى جانب التدخل البشري الخاطئ في الترميم، إلا أن المدينة النابضة في التاريخ لا تزال تحمل خبايا هذا الفن في حياتها.

 

وقد جالت "الخبر"ببعض المؤسسات الثقافية التي لا تزال تحمل معالم الزليج فيها، على غرار" دار الإبداع" بشارع العربي بن مهيدي "طريق جديدة" بالمدينة العتيقة والتي كانت تسمى "المدرسة"، حيث درس فيها العلامة عبد الحمد بن باديس، إذ لا تزال تحمل الكثير من الزليج فيها، إلى جانب منارة المسجد الأخضر، والكثير من المنازل في السويقة والبطحة وسوق العصر ورحبة الصوف والكثير منها إلى جانب الحمامات وفضاءات نسوية.

وكشف البعض من المؤرخين في قسنطينة، أن الحقبة العثمانية عرفت استعمال هذا النمط بدرجة كبيرة، وهو الإرث الذي لا يزال حاضرا لحد الساعة وصامدا وبيد إبداعية من جيل تلك الفترة التاريخية، حيث يعد فناجزائرياأصيلا، كانت تستهدفه يد عاملة من خارج الوطن حطت الرجال بقسنطينة وتلمسان وغيرهما من الولايات للأخذ بميزاته ومعاييره والذهاب به إلى بلدانهم.