وهران: إحياء ذكرى صحفي اغتاله الإرهاب وهو يترحم على قبر أمه

+ -

أحيا أصدقاء الشهيد الصحفي جمال الدين زعيتر، وأفراد عائلته ورفاقه، اليوم، 15 فيفري 2025، الذكرى الثلاثين لاغتياله من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة، يوم الجمعة 17 فيفري 1995 المصادف لـ 17 من رمضان، في مقبرة قديل، شرقي وهران، عندما كان يترحم على قبر والدته.

وقد التقى أصدقاؤه في مقر الكشافة الإسلامية الجزائرية في مدينة قديل، قبل التوجه إلى المقبرة القديمة، حيث يرقد المرحوم جمال قرب والدته ووالده، وعديد ضحايا الإرهاب.

 سرد عبد القادر زعيتر "ساسي" شقيق المرحوم، تفاصيل يوم الاغتيال وما قبله وما بعده أيضا. حيث ذكر أنه قبل تلك الجمعة 17 فيفري 1995، كان المرحوم قد تلقى في مسكنه العائلي رسالة "مجهولة" يتوعده فيها محرروها باغتياله.

"في صبيحة تلك الجمعة توجهت مع المرحوم إلى المقبرة للترحم على الوالدة، كما هي عادتنا كل جمعة، ورافقنا ابني الذي كان يبلغ من العمر سنتين. وجدنا الطريق الصاعد خاليا من المارة، على غير العادة، عندما وصلنا كانت بعض النسوة القليلات محيطات بقبور ذويهن. وقفنا على القبر وترحمنا عليها، ولم يطل جمال الوقوف معي وانصرف، وهو يصطحب معه ابني، نحو سيارة "الريتمو" البيضاء التي جئنا على متنها. وبقيت أنا أمام قبر الوالدة. وما هي إلا دقائق معدودة، حتى سمعت طلقات نارية".

ويضيف" هرولت نحو أخي، وسمعت طلقة ثانية قبل أن أصل إلى الموقع، الذي لا يبعد كثيرا عن قبر الوالدة، لأجد جمال ساقطا على الأرض ويقابله شخص، يبدو شابا يرتدي طاقية "بوني" فوق رأسه ويحمل حقيبة في يده، كان يحاول أن يعيد تشغيل بندقيته، لكن يبدو أنها أصيبت بعطل. اعتقدت أنه كان يتأهب للتسديد نحوي. لكنه غادر المكان وتوجه نحو "الرتمو" وكان ينوي إطلاق النار على العجلات لكي  لا نتمكن من مغادرة المقبرة. انحنيت نحو أخي وجدته مضروبا بطلق في خصره الأيسر ودماؤه تسيل، وكذلك في وجهه. وكان ابني مذعورا. لم يكن أحد في المقبرة لإغاثتنا ومساعدتي لحمل شقيقي إلى السيارة. وتمكنت بعد عناء كبير من حمله ووضعه في الكرسي الخلفي للسيارة. لم أكن أتحكم في تفكيري ومشاعري. تتبعت المسلك الذي هرب منه الإرهابي لألحق به، وكانت نيتي أن أدهسه، وليكن ما يكون. إلا أنه اختفى، وتعرفون الموقع فهو غابة، وسرت إلى غاية طريق "الشومارا"، دون أن أعثر عليه". ويقول المتحدث "توجهت مباشرة إلى العيادة، وكان اليوم جمعة حيث لا يوجد مجموع عمالها فيها، ورافقني ممرض إلى السيارة لنحمله إلى داخل العيادة، ليقول لي إنه فارق الحياة. ثم توجهت إلى فرقة الدرك الوطني للإبلاغ، والحكاية طويلة بعدها".

المرحوم رفع العلم الوطني في 1نوفمبر 1991 متحديا بلدية " الفيس" الرافضة لإحياء ذكرى اندلاع الثورة

تحدث أصدقاء المرحوم أيضا عن حادثة الاغتيال، وعن التهديدات التي كانت تحوم حول المرحوم قبل حل المجلس الشعبي البلدي لقديل والذي كان رئيسه تابع لـ"الفيس". وهذا منذ أن قام المرحوم برفقة عدد من أبناء المدينة يوم 1 نوفمبر 1991، بالتوجه إلى البلدية ورفعوا العلم الوطني بمناسبة الاحتفال بعيد اندلاع الثورة التحريرية، حيث رفضت بلدية "الفيس" الاحتفال به تلك السنة. وبعد حل المجالس الشعبية البلدية، وتنصيب المندوبيات التنفيذية، كان رئيس المندوبية من أوائل الضحايا، بعد رئيس بلدية مرسى الحجاج.

كما تحدثوا عن خصاله وأخلاقه وكذا نضاله في المجال الإعلامي وفي جريدة الجمهورية التي كان يشتغل فيها وكان أمينا عاما لفرعها النقابي.

مع التذكير أنها أول مرة يتم فيها إحياء ذكرى رحيله في مدينة قديل، بعد الماراثونين الاثنين اللذين نظمهما أصدقاؤه ورفاقه في الصحافة سنتي 1996 و1997 في قديل ليبينوا للجماعات الارهابية أنهم صامدون.