
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، عشية أمس الثلاثاء، بتسليط عقوبة "الإعدام" في حق قاتل زوجته شنقا ورميها في الوادي، بسبب خلافات بينهما، لها علاقة باتهام القاتل للضحية بممارسة "السحر والشعوذة" في حقه، ما تسببت له في مشاكل نفسية اجتماعية ومالية، جعلته يفكر في التخلص منها.
وقررت محكمة الجنايات تجريم المتهم في قضية الحال، بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، ووفق حيثيات القضية، التي تعود إلى شهر ماي 2024، فقد أقدم الجاني البالغ من العمر 45 سنة، على وضع حد لحياة زوجته التي أنجبت له ثلاثة أولاد، شنقا باستعمال حبل بلاستيكي ورميها في واد يقع بالقرب من قرية "الحريشة" في بلدية عين الباردة، بعدما قام بتكبيلها وطعنها عدة طعنات قاتلة على مستوى البطن والقلب.
وقال قاضي محكمة الجنايات إن المتهم كان لديه تصميم مسبق لقتل زوجته، وأن تنفيذ مشروعه الإجرامي جاء بعد فترة كافية من التفكير والتخطيط، وأن كل القرائن والدلائل تؤكد أن نية القتل كانت مبيتة لدى المتهم، وأنه رتب العُدة وتدبر عواقب أفعاله ومضى في تنفيذ جريمته وهو مطمئن البال، وأن عنصري سبق الإصرار النفسي والزمني توافرا لديه، وأن الأفعال التي اقترفها تشكل سائر أركان وعناصر جناية القتل العمد المسندة إليه.
واعترف الجاني، خلال مراحل الاستجواب القضائي أمام هيئة محكمة الجنايات، بالتهم المنسوبة إليه، مصرحا بأن سبب إقدامه على قتل زوجته، هو اعترافها أمامه بحضور شقيقه الأصغر، بممارستها السحر والشعوذة وذهابها في العديد من المرات إلى مشعوذ ينشط في بلدية بومعيزة بولاية سكيكدة، للقيام بهذه الأفعال من أجل التأثير عليه باستخدام الشعوذة والسحر لترك زوجاته الأخريات وتطليقهن والعودة إليها.
وأضاف الجاني أن اكتشافه للممارسات والأفعال، التي كانت تقوم بها زوجته، كان عن طريق البقع والسوائل المجهولة التي يلاحظها دوريا على ملابسه، التي يقتنيها جديدة، ما جعله يشك أن أمرا غير عادي يحصل له، ما جعله يدخل في ملاسنات وعراك حاد مع زوجته، حول مصدر هذه البقع المجهولة، التي رفضت الضحية، مرارا و تكرارا ولمدة طويلة، حسب اعترافاته، مصارحته بأنها هي من تقوم بهذه الأفعال، مشيرا إلى أن تأثير السحر والشعوذة عليه، بدأ يظهر بعدما جعلت منه شخصا عنيفا وفاقد العقل والتدبير بسبب تعرضه لخسائر مالية كبيرة وتعطل مصدر رزقه، بحكم أنه كان تاجرا معروفا في الحي الذي يقطن فيه، بامتلاكه محلا تجاريا وعائدات مالية معتبرة من مبيعات التجارة التي كان يمارسها، إلا أنه تفاجأ بعد فترة بضياع كل هذه الأموال وأصبح مفلسا ولا يمتلك في جيبه حتى مبلغ 50 دينارا.
وأضاف المتهم أن اعتراف زوجته فيما بعد، بقيامها بممارسة السحر والشعوذة، جعله يفكر في دعوتها وديا إلى الذهاب إلى المشعوذ في بلدية بومعيزة بولاية سكيكدة من أجل إبطال السحر، وهو الاتفاق الذي حصل بينهما من أجل التوجه إلى مكان تواجد المشعوذ. في اليوم، الذي تنقل فيه الجاني والضحية، وقع بينهما مجددا عراك وملاسنات عند اقترابهما من قرية "الحريشة" القريبة من بلدية عين الباردة، بسبب رفض الضحية التنقل ومطالبته بالرجوع إلى المنزل، ما أثار غضب الجاني، الذي توجه بها نحو مكان معزول بين الأحراش، وقام بضربها بالقوة على مستوى الوجه، حتى أغمي عليها، حينها قرر، إحضار حبل بلاستيكي، وقام بخنقها حتى الموت، ولم يهدأ له بال، بل قام من أجل التأكد من قتلها، بطعنها عدة طعنات على مستوى البطن والقلب وسحبها إلى غاية الوادي المجاور لمكان وقوع الجريمة ورميها فيه، بعدما تخلص من هاتفها وجميع حاجياتها.
واعترف الجاني، خلال المحاكمة، بأن سبب قتله لزوجته ليس خلافات عائلية، تحصل يوميا بين الأزواج، وإنما راجع إلى تأكده من تعرضه للسحر والشعوذة من طرف زوجته أم أولاده، مضيفا بأنه، سلم نفسه لمصالح الأمن، بعدما تراجع عن فكرة الهروب خارج الوطن عبر تونس.