
حتى وإن لم تنتقد مباشرة ما تقوم به الحكومة الفرنسية من تأزيم للعلاقات مع الجزائر، غير أن رسالة مديرة الأمن الداخلي الفرنسي، سيلين برتون، كانت واضحة، على أن الوضع "لا يحتمل".
ونزلت المسؤولة الاستخباراتية، اليوم الأربعاء، ضيفا على القناة الإخبارية العمومية "فرانس أنفو"، وردت على سؤال حول التعاون الأمني بين البلدين، فقالت: "هو الآن في أدنى مستوياته"، دون تقديم تفاصيل أكثر.
ووصفت برتون العلاقة الأمنية مع الجزائر حاليا بـ"الصعبة"، وأضافت: "اليوم التوجهات السياسية تلعب دوار في ما يمكن أن نفعله مع الجزائر.
وختمت حديثها بخصوص هذا الملف: "نأمل أن هذه الحالة تجد حلا سريعا"، وهي إشارة واضحة إلى أن الأزمة طالت وصارت تؤثر على العمل الاستخباراتي مع دولة بحجم الجزائر. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أشار في حواره مع يومية "لوبينيون"، مطلع الشهر الماضي، إلى أن التعاون مع مديرية المخابرات الداخلية صعب وتراجع، لأنها تقع تحت سلطة وزير الداخلية الذي أظهر عداء غير مسبوق للجزائر، عكس التعاون الذي يجري في ظروف حسنة مع مديرية المخابرات الخارجية الخاضعة لسلطة وزير الدفاع، الذي التزم بالكثير من المسؤولية منذ بداية الأزمة الدبلوماسية.
وتعصف أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بالعلاقات بين البلدين تصاعدت حدتها منذ شهر جويلية 2024، وظل تيار اليمين المتطرف يغذيها كلما ظهرت مؤشرات للتهدئة.