
38serv
اجتمعت فيه الفكاهة بالعبقرية بالطيبة، فصقلت شخصية بارزة أدخلت البهجة، وزرعت البسمة على شفاه من تابعوه في أعماله الكثيرة، خاصة السلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" و"عاشور العاشر" الذي أبدع فيه "نوري"، وقدم للسلطان (فلان بالتشيكوله يترعد).
إنه المرحوم فقيد الفكاهة الجزائرية بلاحة بن زيان المولود في 23 نوفمبر عام 1953 بسيڤ بولاية معسكر، دخل عالم التمثيل من بوابة المسرح، سنة 1972. ولصقل موهبته، درس في معهد التمثيل، تحت إشراف قدور بن خامسة بوهران، بين عامي 1972 و1973، أين شارك في مهرجان وهران، وبرزت أولى أعماله على الشاشة الصغيرة في سنة 1974.
قام الراحل "قادة أو نوري" الاسم الذي اشتهر به كثيرا في أوساط العائلات الجزائرية، والعربية، بعدة أدوار فكاهية، جعلت عفويته تتسرب إلى أعماق المشاهدين، الذين ينتظرون بروزه في أي مسلسل؛ حيث يطبع أي عمل يشارك فيه بطابعه الفكاهي المرح، ويعطيه من روحه رغم معاناته، لاسيما في دور "قادة المسمار" في سلسلة جمعي فاميلي، و"نوري" في سلسلة "عاشور العاشر" الذي أبدع فيه، وصنع لنفسه مكانة ضمن عمالقة الفكاهة، معززا إياها كممثل كوميدي بارز في الدراما الجزائرية.
وعلى خشبة المسرح، ترك عدة أعمال أشهرها "التفاح"، التي كتبها وأخرجها الراحل عبد القادر علولة، وتعد المسرحية من الأعمال البارزة في المسرح الجزائري. إلى جانب ذلك، كان بلاحة رفيق درب عدة ممثلين أبرزهم الممثل الكوميدي الراحل سيراط بومدين، وغوثي عزري، وفضيلة حشماوي.
شارك بلاحة في أعمال تلفزيونية، تميزت غالبيتها بطابع فكاهي، من بينها أعمال درامية تلفزيونية مثل "حويدق"، و"عايش بالهف" عام 1992، و"كفاش وعلاش"، و"كلتوم"، و"وردة مسمومة"، و"ناس ملاح سيتي"عام 2006، و"جمعي فاميلي"، ما بين 2008 و2009، و2011، و"يوميات الزربوط" عام 2008، ومسلسل "بوضو" بأجزائه الأربعة، ما بين سنوات 2013، 2014 و2015، و2016، و"دار البهجة" عام 2013. وفي هذه السنة، قدم المرحوم عملين هما "دار الجيران"، و"فاميليا ستار"، و"ليزيمقري" عام 2014، و"وسع خاطرك" عام 2017، و"الاعتراف" عام 2018، و"رمضان في ماريكان" سنة 2019.
وكانت أعماله الأخيرة قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى؛ الأجزاء الثلاثة للمسلسل الكوميدي الرائع الهادف "عاشور العاشر" ما بين سنوات 2015 و2021. وبعد معاناة طويلة مع المرض، رحل بلاحة بن زيان عن عالمنا بتاريخ 2 ماي 2021، في المستشفى العسكري بوهران، وووري الثرى في مسقط رأسه بسيڤ.