مجتمع

الدراجات النارية بين شغف الشباب وكابوس الحوادث

حادث مأساوي أودى بحياة شابين في مقتبل العمر بالمدية.

  • 872
  • 1:36 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

خيم الحزن والأسى على سكان ولاية المدية في الساعات الأخيرة من ليلة أمس، بعد حادث المرور المأساوي الذي أودى بحياة شابين في مقتبل العمر، إثر اصطدام الدراجة النارية التي كانا على متنها بدراجة ثانية بمدينة المدية.

الحادث لم يكن مجرد واقعة مرور عابرة، بل تحول إلى جرس إنذار جديد يعكس خطورة الظاهرة التي باتت تؤرق العائلات وتثقل كاهل السلطات المحلية.

ولم تعد الدراجات النارية اليوم مجرد وسيلة نقل بسيطة أو هواية شبابية، بل تحولت إلى ديكور صيفي ثابت في شوارع وأحياء مدن وبلديات المدية، التي تتقاسم مشهد عشرات الدراجات وهي تجوب الأزقة والطرقات بسرعة مفرطة وبأصوات مزعجة، الذي أضحى من أبرز سمات الليالي الصيفية. إلا أنه خلف هذا المشهد المألوف، تختبئ مخاطر حقيقية.

ويشتكي العديد من سكان الأحياء من الضجيج الكبير الذي تسببه هذه الدراجات، خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة، حيث يتحول الهدوء إلى ضوضاء متواصلة تحرم العائلات من الراحة.

وإلى جانب الإزعاج، تؤكد الإحصائيات اليومية لمصالح الحماية المدنية تسجيل حوادث مرور شبه يومية يكون أبطالها في الغالب شبابا متهورين يقودون الدراجات بسرعة جنونية، مما يضاعف من عدد الإصابات والضحايا.

أمام هذا الوضع، يطالب سكان المدية السلطات المحلية والأمنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة، خصوصا عبر منع تجوال الدراجات النارية خلال ساعات الليل في الفترة الصيفية، وتعزيز الرقابة الأمنية في الشوارع والأحياء.

كما يقترح آخرون فرض رقابة مشددة على بيع هذه المركبات، ووضع ضوابط صارمة لقيادتها بما في ذلك إلزامية ارتداء الخوذة واحترام قوانين المرور.

في المقابل، يرى البعض أن هذه الدراجات تظل متنفسا للشباب، لكنها تحتاج إلى توجيه وتأطير بدل المنع المطلق. إذ يمكن إنشاء فضاءات مخصصة لهواية ركوب الدراجات النارية، أو تنظيم نشاطات شبانية رياضية تحت إشراف السلطات، حتى تُمارس هذه الهواية في بيئة آمنة، بعيدًا عن الطرقات العامة.

حادثة الأمس التي راح ضحيتها شابان في ربيع العمر، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم التحرك العاجل لمعالجة هذه الظاهرة. فبين شغف الشباب بالسرعة والرغبة في الحرية، ومسؤولية المجتمع في حماية أفراده، يبقى الحل في إيجاد توازن يضمن السلامة العامة ويحافظ على الأرواح.