العالم

رقم صادم لعدد شهداء حرب الإبادة في غزة

مسح مستقل يفيد بأن عدد شهداء حرب الإبادة في غزة أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها.

  • 1852
  • 2:24 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

قدّر مسح مستقل لعدد ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة أن حوالي 84 ألف شخص استشهدوا ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأوائل يناير/كانون الثاني 2025.

وأفادت الدراسة، التي نُشرت على خادم ما قبل الطباعة medRxiv الأسبوع الماضي، أن أكثر من نصف الشهداء كانوا من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 عاما، أو الأطفال أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما.

ومنذ بداية الحرب، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة هي المؤسسة الرئيسية التي تحصي الوفيات في المنطقة، حيث كانت تنشر بانتظام قوائم مفصلة للأشخاص الذين استشهدوا.

وأفادت أحدث الإحصاءات، في 25 يونيو/حزيران، عن وقوع 56 ألفا و200 شهيد.

ومع ذلك، شكك البعض في دقة أرقام الوزارة والدراسات التي تستند إليها، خاصة مع تطور الحرب وتضرر المراكز الطبية التي تعتمد عليها الوزارة في الحصول على بيانات الوفيات.

ولإجراء مسح مستقل للوفيات، دون الاستناد إلى أرقام وزارة الصحة، عمل الباحثون مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية غير الربحي في رام الله، لمسح عشوائي للأسر المختارة التي تمثل السكان في جميع أنحاء قطاع غزة.

وشمل ذلك الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة وخيام، فيما لم يتمكن فريق المسح من دخول شمال غزة أو مدينة غزة أو رفح بسبب استمرار العدوان الصهيوني وأوامر الإخلاء، لكن العديد من الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق نزحوا إلى المناطق التي شملها المسح.

وعلى مدار أسبوع، بدءا من 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، زار فريق المسح ألفي أسرة وأجرى مقابلات مع البالغين.

وطُلب من المشاركين في الاستطلاع، الذين تم منحهم حق إخفاء هوياتهم، أن يذكروا عدد الأفراد في أسرهم في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأي أطفال ولدوا منذ ذلك الحين، ثم الإبلاغ عن مصير جميع أفراد الأسرة الآن وما إذا كانوا على قيد الحياة أو أمواتا أو مفقودين.

وبالنسبة لأولئك الذين استشهدوا، طُلب من المشاركين في الاستطلاع تحديد ما إذا كانوا قد استشهدوا لأسباب عنيفة أو غير عنيفة.

ويقدر الباحثون أنه في الأشهر الـ15 التي سبقت الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي، كان هناك ما يقرب من 75 ألفا و200 حالة وفاة عنيفة في غزة، كما توفي 8540 شخصا لأسباب غير عنيفة نتيجة للحرب.

لكن قد يكون هناك المزيد من الوفيات غير العنيفة منذ إجراء المسح، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة مايكل سباغات، الباحث الاقتصادي في كلية رويال هولواي بجامعة لندن، في إيغهام.

وكانت الحالة الصحية للفلسطينيين ووصولهم إلى الرعاية الصحية جيدا قبل الحرب، لكن هذا من المحتمل أن يكون قد تغير مع استمرار الحرب كما تقول المؤلفة المشاركة ديباراتي غوها-سابير، عالمة الأوبئة المتخصصة في النزاعات المدنية في جامعة لوفان البلجيكية.

ويقول ليث جمال أبو رشاد، عالم الأوبئة المتخصص في الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب في قطر بالدوحة، إنه رغم مرور 6 أشهر على إجراء المسح، فإن "ذلك لا يقلل من أهميته، بل على العكس من ذلك، لا يزال في وقته المناسب، حيث تستمر الأزمة وقد اشتدت حدتها على الأرجح على مدى الأشهر الثلاثة الماضية".

ويتوافق الإحصاء الأخير مع التقدير الذي أورده فريق بحثي آخر في وقت سابق من هذا العام، الذي أشار إلى تقدير 64 ألفا و260 حالة وفاة عنيفة بحلول نهاية يونيو/حزيران 2024.