صحة

تحذير طبي من مُسكّن شائع

فوائد محدودة ومخاطر قلبية محتملة.

  • 1223
  • 1:37 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

حذّرت دراسة علمية حديثة من المخاطر الصحية المرتبطة باستعمال دواء "الترامادول"، وهو مُسكّن أفيوني يُوصف على نطاق واسع لعلاج الألم المزمن، مشيرة إلى أن فعاليته في تخفيف الألم محدودة، مقابل ارتفاع ملحوظ في احتمال التعرض لمضاعفات قلبية خطيرة.

الدراسة، المنشورة في مجلة BMJ Evidence-Based Medicine، نقلتها وسائل إعلام دولية، اعتمدت على تحليل بيانات 19 تجربة سريرية عشوائية شملت 6506 بالغين يعانون من أشكال مختلفة من الألم المزمن، من بينها التهاب المفاصل، وآلام أسفل الظهر المزمنة، والألم العصبي، وآلام الألياف العضلية، حيث تمت مقارنة "الترامادول" بالعلاج الوهمي.

وأظهرت النتائج أن "الترامادول" أدى إلى انخفاض طفيف في شدة الألم، غير أن هذا التحسن لم يكن ذا أهمية علاجية واضحة. في المقابل، سُجلت معدلات أعلى لآثار جانبية ضارة لدى مستخدمي الدواء، لا سيما تلك المرتبطة بالقلب، مثل ألم الصدر، وأمراض الشرايين التاجية، وفشل القلب الاحتقاني.

وخلص الباحثون إلى أن الفوائد العلاجية لـ"الترامادول" في حالات الألم المزمن تبقى محدودة، في حين قد تفوق مخاطره الصحية منافعه، ما يستدعي إعادة النظر في استخدامه على نطاق واسع.

وفي المقابل، أشار خبراء إلى وجود قيود منهجية في الدراسة، أبرزها قِصر مدة معظم التجارب، التي تراوحت بين أسبوعين و16 أسبوعا، مع فترات متابعة محدودة، وهو ما يصعّب تقييم التأثيرات طويلة المدى للدواء. كما نبهوا إلى احتمال وجود تحيز في بعض النتائج قد يؤدي إلى المبالغة في تقدير الفوائد أو التقليل من حجم المخاطر.

من جهته، أوضح الدكتور مارك سيغل، المحلل الطبي في شبكة "فوكس نيوز"، أن الدراسة لم تُجرِ مقارنات مباشرة بين "الترامادول" ومسكّنات أفيونية أقوى، مثل "البيركوسيت"، معتبرًا أن بعض الاستنتاجات المتعلقة بزيادة مخاطر أمراض القلب أو السرطان قد تكون غير دقيقة لعدم التحكم في عوامل أخرى مرتبطة بحالة المرضى.

وفي هذا السياق، شدد مختصون على ضرورة عدم التوقف المفاجئ عن تناول "الترامادول"، تفاديًا لأعراض الانسحاب، مؤكدين أن أي تعديل في الجرعة أو قرار بإيقاف الدواء يجب أن يتم تحت إشراف طبي.

كما دعوا المرضى إلى مناقشة البدائل العلاجية المتاحة مع أطبائهم، خاصة أن "الترامادول" يُنظر إليه أحيانًا على أنه أقل تسببًا في الإدمان، رغم كونه مسكّنًا أفيونيا صناعيا.