توافد، منذ منتصف يوم أمس الخميس، العشرات من سكان بلدية البيرين، التابعة للمقاطعة الإدارية عين وسارة بولاية الجلفة، على مختلف المؤسسات الصحية، بعد تعرضهم لتسمم غذائي جماعي، يُرجّح أنه ناتج عن تناول حلوى "الميلفاي" داخل بعض مقاهي المدينة.
وبلغ عدد المصابين، إلى غاية صبيحة اليوم الجمعة، أزيد من 150 شخصا، من بينهم خمس نساء، تتراوح أعمارهم ما بين 12 و65 سنة، وفقا لمصادر طبية موثوقة، وسجل في حصيلة أولية أمس 100 مصاب، ليرتفع العدد ساعات بعدها.
وقد استُقبل المرضى في كل من مستشفى 60 سريرا، العيادة متعددة الخدمات المجاهد زنيخري عيسى، ومصلحة الاستعجالات الطبية المجاهد ياحي يحيي بطريق عين بوسيف. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، تنقّل الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية عين وسارة، علواش بوعلام، إلى مستشفى 60 سريرا بالبيرين، للوقوف على الوضع الصحي للمصابين والاطلاع عن كثب على ظروف التكفل بهم، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في عدد الحالات الوافدة خلال ساعات قليلة فقط.
اكتظاظ غير مسبوق في المستشفى
وقد عاينت "الخبر"، صبيحة اليوم الجمعة، الوضع داخل مستشفى 60 سريرا بالبيرين، حيث وقفت على حالة ثلاثة مصابين ظلوا تحت الرقابة الطبية، بينما غادر، في ساعة متأخرة، يوم أمس، بقية المرضى بعد تلقيهم العلاج اللازم.
وأكد المصابون الثلاثة، الذين التقتهم "الخبر"، أن الأعراض ظهرت عليهم بعد ساعات قليلة من تناولهم لحلوى "الميلفاي"، والتي اشتروها من مقاهٍ منتشرة وسط المدينة، حيث عانوا من إسهال حاد، تقيؤ، وآلام حادة في البطن وغثيان. وذكر مصدر من داخل المستشفى أن قاعة الاستعجالات امتلأت عن آخرها بالمصابين، مساء أمس، ما اضطر الطاقم الطبي إلى وضع بعض المرضى على مقاعد لتلقي العلاج، بينما اضطر عدد من المرافقين لحمل علب المصل "السيروم" بأنفسهم لمرافقيهم.
من جهتهم، كشف عدد من الصيادلة بمدينة البيرين، في تصريحات لـ"الخبر"، أن عددا من المرضى قدموا إلى الصيدليات حاملين وصفات طبية من أطباء خواص لاقتناء أدوية خاصة بعلاج حالات التسمم، مما يعكس حالة القلق والهلع التي سادت أوساط السكان خلال الساعات الأولى من الحادثة.
التحقيقات متواصلة و"الميلفاي" تحت المجهر
وكشفت مصادر مطلعة أن حلوى "الميلفاي" التي يُرجّح أنها السبب في التسمم، يتم اقتناؤها من قبل أصحاب المقاهي من موزّع ينقلها يوميا من بلدية عين بوسيف بولاية المدية، والتي تبعد حوالي 27 كيلومترًا.
وتُحمل هذه الحلويات في شاحنة غير مبرّدة، رغم أن مكوناتها سريعة التلف، خصوصا مع درجات الحرارة المرتفعة خلال هذه الأيام. وفيما تحفظت مصالح المديرية المنتدبة للتجارة بعين وسارة عن الإدلاء بأي تصريح لـ"الخبر"، التقت "الخبر" بمجموعة من أصحاب المقاهي كانوا متواجدين أمام المديرية صبيحة اليوم الجمعة، وأكدوا أن مصالح التجارة استدعتهم في إطار التحقيق الجاري بشأن مصدر الحلويات.
وعبّر مواطنون تحدثوا إلى "الخبر" عن استيائهم من غياب الرقابة الصارمة على المواد الغذائية وشروط حفظها ونقلها، خاصة تلك التي تُباع في المقاهي والمخابز دون أي متابعة حقيقية. كما طالبوا بمعاقبة كل من يثبت تقصيره في هذه القضية، وتشديد الرقابة الصحية على المنتجات المعروضة للاستهلاك.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال