مجتمع

المدية تختنق بين الاكتظاظ والجمود العقاري

الوعاء العقاري للمدينة وصل إلى حالة من التشبع الكامل، ما جعلها عاجزة عن استيعاب أي مشاريع سكنية أو تنموية جديدة.

  • 1631
  • 1:20 دقيقة
صورة: ولاية المدية
صورة: ولاية المدية

تعيش عاصمة ولاية المدية حالة من الاختناق المتواصل، وسط تزايد النداءات لإنقاذها من الجمود التنموي الذي بات يطبع يوميات سكانها. فقد كشف الوالي، خلال لقائه أمس مع الأسرة الإعلامية، عن استياء عميق من الوضع الحالي الذي تعاني منه المدينة، مشيرًا إلى أن الاكتظاظ المروري والسكاني، إلى جانب الانسداد العقاري، بات يشكل ثلاثية خانقة تعرقل كل مسعى للإقلاع التنموي.

وأوضح المسؤول التنفيذي الأول أن الوعاء العقاري للمدينة وصل إلى حالة من التشبع الكامل، ما جعلها عاجزة عن استيعاب أي مشاريع سكنية أو تنموية جديدة.

هذا الوضع يعرقل جهود تحسين إطار الحياة ويحد من فرص خلق مناصب شغل، خاصة لفئة الشباب التي أصبحت تعاني من البطالة والفراغ.

ورغم موقعها الاستراتيجي القريب من الجزائر العاصمة، وما تزخر به من مؤهلات طبيعية وبشرية، فإن المدينة ـ بحسب الوالي ـ لم تحظ بعد بالاستثمارات الحقيقية الكفيلة بإعادة بعثها اقتصاديًا واجتماعيًا، وتساءل  بمرارة عن غياب العيادات الطبية الخاصة في المدية، وهو غياب غريب بالنظر إلى ما تعرفه ولايات أخرى من نشاط صحي خاص متنامٍ، ما يعكس ـ حسبه ـ تراجعًا واضحًا في المنظومة الصحية المحلية، ويزيد من معاناة المواطنين الباحثين عن خدمات علاجية ذات جودة.

وفي ظل هذا الانسداد، أشار الوالي إلى أن الخلاص قد يكون في التوجه نحو مناطق أخرى داخل الولاية، على غرار البرواقية، قصر البخاري وبني سليمان، التي لا تزال تحتفظ بمساحات عقارية معتبرة ومؤهلات بشرية واعدة، مما يؤهلها لتكون امتدادًا حقيقيًا لعاصمة الولاية في حال تم توجيه الاستثمارات إليها بعقلانية وتخطيط محكم.

ورغم التحديات، فإن الرسالة التي بعث بها الوالي تعكس نية في التغيير وتحريك عجلة التنمية، لكن تبقى الكرة في ملعب مختلف الفاعلين المحليين من أجل ترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع.