رياضة

اتحاد العاصمة.. صراع داخلي يهدد الاستقرار!

وسط حالة انقسام غير مسبوق بين الأنصار.

  • 2403
  • 2:34 دقيقة
اتحاد العاصمة
اتحاد العاصمة

يعيش فريق اتحاد العاصمة، منذ فترة، على وقع حالة انقسام غير مسبوقة، جعلت الفريق يسير فوق صفيح ساخن داخل الملعب وخارجه. فالأجواء المشحونة التي ظهرت في المباراة الأخيرة أمام جمعية الشلف لم تكن سوى فصل جديد من توترٍ يزداد حدة يوماً بعد آخر.

فخلال اللقاء الذي جرى أول أمس واحتضنه ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، كاد الصراع بين مجموعتين من "ألتراس" النادي أن يتحوّل إلى فوضى عارمة، لولا التدخل السريع لمصالح الأمن التي كانت تملك معلومات مسبقة عن نوايا بعض الأطراف، لتضع مخططاً محكماً حال دون وقوع الأسوأ.

هذه الحادثة جاءت امتدادا لحوادث أخرى سابقة بين المجموعتين، مثل ما كان عليه الحال في مدرجات ملعب تشاكر بالبليدة، خلال مباراة الفريق أمام اتحاد خنشلة، وهي المواجهة التي شهدت أعمال رشق وتحطيم للكراسي، دفعت والي البليدة إلى اتخاذ قرار صارم بغلق الملعب مؤقتاً في وجه الفريق.

ولم يقتصر الصراع على حدود الوطن، بل امتد حتى خارجه خلال تنقل الاتحاد لمواجهة أكاديمية أمادو ديالو ضمن منافسة كأس الكاف، حيث سجلت مناوشات بين هاتين المجموعتين في كوت ديفوار، لتؤكد أن الشرخ بين الأطراف المتنازعة بات أعمق مما يُتصور.

إلى جانب ذلك، يعيش المدرب عبد الحق بن شيخة تحت ضغطٍ متزايد من فئة من الأنصار، الذين لا يفوّتون أي فرصة لتوجيه الشتائم نحوه رغم النتائج الإيجابية.

ففي لقاء جمعية الشلف، وبرغم الفوز المحقق، لم يسلم التقني الجزائري من الشتائم، ما دفعه إلى الرد لحظة مغادرته أرضية الميدان عندما ذكّر فيه هؤلاء بأنه "من جلب للنادي النجمتين" اللتين تزينان قميص الاتحاد، في إشارة إلى تتويجه مع الاتحاد بكأس الكاف والكأس الإفريقية الممتازة.

ولم تتوقف مشاكل بن شيخة عند هذا الحد، إذ تفجّر خلاف حاد داخل الطاقم الفني بين مساعده الأول رزقي رمان والمحضر البدني مجاهد خلال الرحلة الأخيرة إلى كوت ديفوار، تبادل فيه الرجلان الضربات واللكمات والإصابات، لتقرر الإدارة إحالتهما على مجلس التأديب، وقد يتم ذلك بعد المباراة المقبلة أمام شباب بلوزداد.

من جهة أخرى، يواجه الفريق ملفاً شائكاً يتعلق باللاعب سليم بوخنشوش، الذي عبّر عن رغبته في الرحيل المفاجئ، وهي نية كان قد أظهرها منذ الصائفة الماضية بعد تلقيه اتصالات من شباب بلوزداد. اللاعب أبلغ المدرب بن شيخة صراحة قبل مباراة العودة في كأس الكاف بعدم الاعتماد عليه مستقبلا، قبل أن ينشر منشوراً غامضاً عبر حسابه الشخصي أثار الكثير من التأويلات، فيما تؤكد مصادر متطابقة أن السبب الحقيقي وراء قراره هو عدم رضاه عن راتبه مقارنة بما يحصل عليه عدد من زملائه وتأخر الإدارة في تسوية أجوره.

ولم تسلم الفئات الشبانية بدورها من تداعيات هذه الأزمة، إذ تشهد حالة اضطراب بسبب تداخل في الصلاحيات ونفوذ بعض الأطراف لدرجة أن مدرب فريق أقل من 20 سنة قدم استقالته، احتجاجاً على خلفية إشراكه أحد اللاعبين الذي يقول معارضوه إنه فرض عليه قبل أن يتراجع لاحقاً ويعود إلى منصبه بعد وساطات داخلية سعت إلى احتواء الموقف.

وفي خضم هذه الفوضى، يواصل الأنصار الحقيقيون لاتحاد العاصمة التعبير عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاع، معتبرين أن ما يحدث لا يمتّ بصلة إلى القيم والمبادئ التي تربّى عليها جمهور الاتحاد عبر التاريخ، مؤكدين أن وفاء الأنصار وتعلقهم باللونين الأحمر والأسود حتى والفريق في أسوأ ظروفه ظل على الدوام مضرب مثل في الساحة الكروية، وأن ما يحدث اليوم من انقسامات وصراعات لا يمثل سوى فئة قليلة خرجت عن النهج المعروف عن عشاق نادي سوسطارة.