تلقى الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، ضربة موجعة بإصابة مهاجمه أمين غويري، ما وضعه في ورطة حقيقية قبل شهرين عن انطلاق كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، في ظل غياب بدائل جاهزة لتعويض مهاجم أولمبيك مرسيليا.
وأعلن نادي مرسيليا، سهرة السبت، في بيان رسمي، أن غويري سيخضع لعملية جراحية على مستوى الكتف، بعد الإصابة التي تعرض لها أمام أوغندا، وهي الجراحة التي ستُبعده عن المنافسة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وأكدت المخاوف التي رافقت إصابته بغيابه عن "الكان" للمرة الثانية على التوالي.
ورغم أن غويري لم يكن ذلك الهداف القناص المرعب لدفاعات المنافسين، إلا أنه شكل إحدى أهم الأوراق في المنظومة الهجومية لبيتكوفيتش، بفضل تحركاته الذكية وقدرته على خلق المساحات لزملائه وتحريك الخطوط الخلفية للمنافسين.
لكن إصابة مهاجم مرسيليا أعادت إلى السطح معضلة بيتكوفيتش القديمة: غياب مهاجم صريح هداف، فعال أمام المرمى، قادر على تحمل عبء الخط الأمامي.
فمنذ توليه العارضة الفنية، في مارس الماضي، اكتفى المدرب الأسبق لمنتخب سويسرا باستدعاء عدد محدود من اللاعبين في هذا المركز، على غرار منصف بكرار الذي سرعان ما تم الاستغناء عنه، ثم أمين شياخة الذي لم يحظ لا بالفرصة ولا بالثقة حتى في مباراة شكلية أمام أوغندا، ما جعله خارج الحسابات عمليا.
أما بغداد بونجاح، فرغم خبرته الطويلة، إلا أن أداءه الأخير، خاصة في مباراة الصومال في وهران، أعاد التساؤلات حول جاهزيته الفنية والبدنية، والأسوأ أنه سيكون مضطرا للتوقف عن المنافسة لأكثر من شهر قبل نهائيات "الكان" المقبلة، بسبب توقف المنافسة المحلية في قطر، تزامنا مع احتضانها نهائيات كأس العرب للأمم - فيفا.
ويبتعد أيمن محيوص عن الخيارات المطروحة لتدعيم هذا المنصب، كنتيجة منطقية لفترة الفراغ التي تلاحقه منذ انتقاله من شباب بلوزداد إلى شبيبة القبائل، حيث فقد ابن جيجل مكانته حتى في المنتخب المحلي بعد تراجع مستواه والعقم التهديفي الذي أصابه خلال نهائيات "الشان" الأخيرة، وحتى زينباور بدأ يفقد الثقة فيه بعد أن لجأ إلى تغييره بين الشوطين في لقاء المنستير الأخير.
وإن كان رضوان بركان، قلب هجوم الوكرة القطري، قد بصم على انطلاقة جيدة هذا الموسم، إلا أنه يفتقر تماما للخبرة في المواعيد الكبرى. في حين يبقى خيار العودة إلى منصف بكرار غير مضمون، خاصة وأنه منذ عودته إلى دينامو زغرب صار يوظف كجناح أيمن أكثر منه قلب هجوم، إضافة إلى تراجع أرقامه في الفترة الأخيرة.
ويبقى الحل النظري الممكن في نظر البعض هو تحويل أمين عمورة إلى رأس الحربة، غير أن مهاجم فولفسبورغ أثبت في أكثر من مناسبة أنه أكثر فعالية عندما ينطلق من الجهة اليمنى، مستفيدا من سرعته وقدرته على الاختراق والتسجيل من وضعيات التحول، ما يجعل الدفع به كمهاجم صريح مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وتكشف هذه الأزمة الهجومية عن أحد أخطاء مقاربة بيتكوفيتش الفنية، إذ ركّز منذ توليه المهمة على النتائج الآنية دون وضع أسس متينة لتكوين فريق متكامل قادر على تجاوز حالات الغياب الطارئة.
وإذا كان الناخب الوطني قد وجد حلا نسبيا لمشكل حراسة المرمى بالاعتماد على لوكا زيدان، فإن تعويض غويري في الخط الأمامي يبدو مهمة أعقد بكثير قبل مواعيد المغرب الحاسمة.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال