أشاد سمير زاوي، المدرب السابق لجمعية الشلف والحالي لاتحاد عنابة، بالمستويات اللافتة التي يقدمها المدافع الصاعد، أشرف عبادة، في كأس العرب بقطر، بعدما خطف اللاعب الأسمر الأضواء في قطر بفضل تدخلاته القوية وقدرته الكبيرة على قراءة اللعب، لتتحول قصته مع المنتخب إلى حديث المتابعين.
زاوي تحدث لـ"الخبر" عن بدايات اكتشافه لعبادة قائلا إن أصول اللاعب تعود إلى تڤرت، ومنها انتقل نحو مولودية العلمة، هناك اقترحه عليه صديق "سطايفي" يعرف اهتمامه الدائم بالمواهب الشابة. وقال: "سألت مدربه في العلمة وقتها نذير لكناوي، فزكّاه بشدة ونصحني بضمه، مؤكداً أنه موهبة فذة قادرة على التطور".
ويستعيد زاوي أول أيام عبادة في جمعية الشلف: "عندما جاء إلينا كان ينشط كمدافع أيمن، لكنني جربته في محور الدفاع فقدم أداء مقنعا. ومع التصحيح والتوجيه تحول مع أول موسم له إلى قطعة أساسية في التشكيلة".
وبعد مغادرته للشلف، ثم عودته إليها بعد عامين، علم زاوي بأن عبادة خاض تجربة غير موفقة في وفاق سطيف وتم تسريحه، فبادر بالاتصال به وألح عليه بالعودة، مبديا استغرابه من قرار الإدارة السطايفية، وهو ما حدث بالفعل.
ومن بين أبرز المحطات التي يؤكد زاوي أنها كشفت القيمة الفنية العالية لعبادة، مواجهته شبيبة القبائل الموسم الماضي: "قدم مباراة عظيمة وأوقف كل محاولات هجوم الشبيبة بقيادة بودبوز. وسيطر على كل محاولات "الكناري"، يومها صرّحت لوسائل الإعلام مطالبا الناخب الوطني بمتابعته لأنه يستحق الاهتمام".
ويعدد زاوي أهم خصائص عبادة: قدرة عالية على توقع الكرة، قوة بدنية في الالتحامات والصراعات، تفوّق في المواجهات الفردية، وتميّز في قراءة اللعب. وأضاف ممازحا: "كنت أقول في الشلف معقبا على تميزه الكبير في توقع الكرة، إنه كان حتما يصطاد الغزال في تڤرت من شدة سرعة توقعه وتركيزه".
ورغم هذه المزايا، يرى زاوي أن اللاعب ما زال بحاجة لتطوير إعادة تمرير الكرة، وهي نقطة يمكن تحسينها مع الوقت، مشددا على أن الأمور اختلفت عليه مع المنتخب "في الشلف كان يلعب مع لاعبين يطلبون الكرة في العمق، الكرات تمرر مباشرة، الأمر يختلف حاليا مع المنتخب، حيث يفرض عليه تمرير كرات طولية وعرضية، هناك بعض النقص لكن مع العمل أكيد سيطور نفسه من هذه الناحية".
كما أثنى زاوي على أخلاق اللاعب صاحب 26 ربيعا وانضباطه، وأردف يقول:" "هو لاعب هادئ ومركّز على عمله، ولن يغتر حتما بما يعيشه من نجومية وشهرة بعد كأس العرب، لأنه يدرك أن الطريق لا يزال طويلا".
وبخصوص مشاركته في كأس العرب، أكد زاوي أن التجربة ستفيده كثيرا، معتبرا أن عبادة وزميله لكحل يستحقان التواجد في القائمة النهائية للمنتخب الأول تحسبا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب، كما أشار إلى أن عادل بولبينة يستحق بدوره التواجد في القائمة، بشرط "أن يتخلى عن الأنانية وعن بحثه الدائم عن التهديف على حساب اللعب الجماعي".
وفي حديثه عن مستقبل مدافعه السابق، توقع زاوي أن تنهال عليه العروض إذا واصل بنفس الأداء في الكأس العربية، وقال: "الوجهة الأنسب له هي أوروبا. يمتلك كل مقومات المدافع العصري، والأساسيات موجودة، ويبقى فقط تطوير بعض الجوانب مثل اللياقة والبنية المورفولوجية".

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال