رياضة

فتنة أغاني "الألتراس"

مضمون هذه الأغاني لم يعد يقتصر على الهجوم اللفظي أو السخرية من المنافسين، بل تمادى ليصل إلى الضرب والتشكيك في القيم الوطنية والتاريخية.

  • 7704
  • 1:50 دقيقة
أغنية الألتراس
أغنية الألتراس

عشية القمة المحلية المنتظرة بين نصر حسين داي واتحاد الحراش، المقررة يوم السبت المقبل بملعب 20 أوت 55، أثارت مجموعة "ألتراس"، محسوبة على فريق نصر حسين داي، جدلا واسعا بعد إطلاقها أغنية تحمل عبارات عنصرية وجهوية تستهدف مدينة الحراش وسكانها وأنصار فريقها، في تصرف أثار استياء كبيرا داخل الأوساط الرياضية والشعبية على حد سواء.

وانتشر المقطع بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في تأجيج مشاعر الغضب بين جماهير الناديين، وزاد من حدة التوتر القائم قبل أيام قليلة من المواجهة المرتقبة، وسط مخاوف من انعكاس ذلك على أجواء المباراة حتى وإن كانت ستجري وراء أبواب موصدة.

وتعكس هذه الحادثة ظاهرة متنامية في أوساط روابط "الألتراس" في الجزائر، التي باتت تلجأ إلى تأليف أغان تستهدف الأندية المنافسة بعبارات استفزازية أو جهوية، تحمل في كثير من الأحيان طابعا عنصريا مقيتا، بعيدا عن روح المنافسة الرياضية.

وتلقى هذه الأغاني في مجملها رواجا واسعا وسط جموع الأنصار والمراهقين، إذ تحقق أعداد مشاهدات بالآلاف وحتى الملايين على مختلف المنصات الرقمية، وعلى رأسها منصة "يوتيوب"، ما يزيد من انتشارها وتأثيرها السلبي في نفوس المتابعين والشباب بوجه خاص.

ولم يعد هذا الانتشار محصورا في الجانب الرياضي فقط، إذ اكتسبت هذه الأغاني بعدا تجاريا واضحا، حيث أصبحت عوائدها من الإعلانات والمنصات الرقمية مصدر دخل إضافي لمجموعات" الألتراس"، يُضاف إلى أرباح أخرى تتحصل عليها من بيع الأقمصة والقبعات والمنتجات التي تحمل رموزها وشعاراتها، ما وفر لها استقلالية مالية لا تخضع لأي رقابة أو متابعة من السلطات المسؤولة.

والأخطر أن مضمون هذه الأغاني لم يعد يقتصر على الهجوم اللفظي أو السخرية من المنافسين، بل تمادى ليصل إلى الضرب في القيم الوطنية والتاريخية، عبر التشكيك والتخوين كاتهام الفرق المنافسة بالعمالة للمستعمر، وهذا الأمر منتشر خاصة في أوساط روابط الأندية العاصمية التي باتت تُعرف بخطابها المتشنج والمتطرف تجاه بعضها البعض، وهو ما يعكس انزلاقا خطيرا في مضمون الخطاب الجماهيري.

وساهمت مثل هذه الأغاني، في السنوات الأخيرة، في تغذية مظاهر العنف داخل الملاعب الجزائرية، وفي تفاقم التوترات بين أنصار الفرق، وسط غياب ردع حازم من السلطات المعنية، سواء من مصالح الأمن أو العدالة، ما شجع بعض المجموعات على التمادي في نشر محتويات تحرض على الكراهية والانقسام بدل التشجيع النزيه.

ويُجمع المتابعون على ظرورة تدخل عاجل من السلطات العمومية للحد من هذه الظواهر المقيتة وحماية صورة الرياضة الجزائرية وكرة القدم الجزائرية بشكل خاص من الانزلاق نحو ما هو أخطر.