رياضة

هل سينتقل الأنصار لحضور "الكان"؟

"الخبر" استطلعت الوضع عشية انطلاق المنافسة القارية.

  • 4380
  • 5:03 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

ستكون الكرة الإفريقية ومعها الجزائرية، مع حلول تاريخ الـ21 ديسمبر الجاري، على موعد مع انطلاق الدورة الـ35 من منافسات كأس أمم إفريقيا، وهي الدورة التي سيحتضنها المغرب، وسيشارك فيها المنتخب الجزائري بمنتخبه الأول، وكله أمل في إعادة سيناريو "دورة مصر 2019"، حين حقق زملاء ماندي اللقب بكل جدارة واستحقاق أمام أقوى المنتخبات الإفريقية، رغم تصنيفه من قبل متتبعي الكرة المستديرة والمحللين قبيل انطلاق تلك الدورة كمنتخب من "الصنف الثاني"، مقارنة بمنتخبات أخرى كانت في أوج عطائها، خلال تلك الفترة في صورة مصر والسنغال وكوت ديفوار وغيرها.

 ورغم ما يشكله المحفل الكروي الإفريقي من أهمية للجماهير الجزائرية وتوفر عامل قرب المسافة بين الجزائر والمغرب، مقارنة بباقي الدول الإفريقية التي اعتادت جماهير "الخضر" على غزوها عندما يتعلق الأمر بمنافسة هامة من قيمة كأس أمم إفريقيا، إلا أن جل المعطيات هذه المرة تصب في إمكانية تسجيل عزوف كبير للجماهير الجزائرية عن التحول انطلاقا من الجزائر صوب مدن الجارة الغربية لحضور مباريات رفقاء القائد رياض محرز، بالنظر إلى سوء العلاقات الثنائية بين البلدين وغلاء التذاكر، بالإضافة إلى قيود للحصول على التأشيرة فرضتها السلطات المغربية، وهو الطرح الذي عززته شهادات العديد من القائمين على وكالات الأسفار بمختلف المدن الجزائرية، حين أشار هؤلاء في اتصال بـ"الخبر" إلى تراجع رهيب في أعداد "الطلبيات" وحتى الراغبين في حضور المحفل الكروي الإفريقي هذه المرة، على خلاف ما كان يسجل خلال الدورات الكروية المهمة، والتي كان آخرها دورة كأس العرب التي مازالت دولة قطر تحتضن فعالياتها إلى غاية 18 ديسمبر الجاري.

 كشف أحد مسيري وكالات الأسفار بولاية سيدي بلعباس "ح.غ" عن محدودية كبيرة في عدد طلبات الأنصار الراغبين في التحول من ولاية سيدي بلعباس صوب المغرب لأجل حضور فعاليات كأس أمم إفريقيا، وهو الذي لم يخف توقعه لهذا المعطى قياسا بالمرحلة الاستثنائية التي تعرفها العلاقات بين الجزائر والجارة الغربية من جهة، وتسبب هذه النقطة في طفو جملة من العقبات التي من شأنها أن تقف حجر عثرة أمام التوافد الجماهيري الجزائري على العاصمة المغربية لحضور المباريات التي سينشطها "الخضر" خلال الدور الأول على أقل تقدير، وهي غلاء تذكرة السفر وقيود مغربية على منح التأشيرات للجزائريين.

 وقال المتحدث في هذا الشأن: "لقد اقتصرت عروضنا صراحة على إفادة المناصرين الراغبين في التحول إلى المغرب لمناصرة منتخبنا بالتواصل مع الجهات المنظمة عبر تطبيق "يالا - ماروك" حتى يتسنى للزبون تسجيل المعطيات الخاصة به عبر الهاتف قبل أن يحصل على رسالة نصية، ويؤكد حضوره ليقوم لاحقا باقتناء تذكرة طائرة انطلاقا من وهران صوب العاصمة التونسية، ومن ثمة إلى مدينة الدار البيضاء، بالاعتماد دائما على هذا التطبيق".

 المتحدث واصل يقول:"صراحة كنا نود أن يكون حضورنا بمناسبة كأس إفريقيا للأمم أكبر بكثير لنقل أكبر عدد من المشجعين الجزائريين عبر رحلات منظمة، إلا أن ذلك بدا لاحقا وكأنه غير ممكن بعد أن تأخرت شركات الطيران في الرد على طلبنا في الحصول على 30 تذكرة لأسباب نجهلها، وهو ما دفع بنا وبالكثير من وكالات الأسفار إلى تفادي المجازفة بسبب ضيق الوقت في ظل ما تتطلبه الحجوزات على مستوى الفنادق من وقت ومن إجراءات قد تكون معقدة خاصة في الظرف الذي نعيشه حاليا".

 ومعروف عن تطبيق "يالا - ماروك" أنه يسمح بالإطلاع على هوية الأشخاص الذين دخلوا تراب الدولة المنظمة المغرب، على غرار ما تم استحداثه بدولة قطر بمناسبة كأس العرب مؤخرا.

"وزارة الخارجية المغربية رفضت "التأشيرة - أونلاين" للكثير

من الجزائريين" من جهته، اعترف عمر، وهو أحد مسيري واحدة من أكبر وكالات الأسفار بمدينة وهران، في اتصال مع "الخبر"، بحقيقة وجود عزوف للجماهير عن الإقبال على وكالات الأسفار تحسبا للسفر نحو المغرب لحضور فعاليات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وهو الذي اعترف برفض وزارة الخارجية المغربية إفادة معظم المناصرين بالتأشيرة الإلكترونية لأجل السماح لهم بدخول التراب المغربي، ما كان له دور في تراجع العديد من الأنصار عن فكرة السفر إلى هناك.

 وواصل المتحدث في هذا الصدد: "ما نعيشه حاليا في وهران هو نفس ما يطلعنا عليه زملاؤنا في العاصمة وفي مدن جزائرية أخرى، ما يجعلنا نترقب حضورا جزائريا محتشما في مدرجات الملاعب المغربية في المباريات التي سيكون "الخضر" طرفا فيها"، وفقا للمتحدث.

 وعن الأسباب الأخرى التي تكون قد ساهمت في عزوف المناصرين عن فكرة التحول إلى المغرب لحضور الطبعة الـ35 واصل عمر يقول: "أظن أن سعر تذكرة الطيران له دخل أيضا في الأمر، بحكم أن الانطلاق من وهران صوب الدار البيضاء مرورا بتونس، بسبب غلق المجال الجوي بين الجزائر والمغرب، بات يكلف الشخص الواحد ابتداء من 120 ألف دينار جزائري، كما أن انقطاع علاقات العمل بيننا كوكالات أسفار جزائرية مع وكالات الأسفار المغربية بسبب تردي العلاقات بين البلدين كان له دور أيضا في الفتور الكبير الذي تعرفه فترة ما قبل كأس إفريقيا لأمم.

 شكوك حول وجود مخطط لحرمان "الخضر" من جماهيره

ومعروف عن الجماهير الجزائرية تسجيلها لحضور قوي ومميز في كل المناسبات والمحافل الكروية الكبيرة، وهي نقطة تكون السلطات المغربية قد أخذتها بمحمل الجد حتى تتمكن من حرمان "الخضر" من واحدة من أكبر أوراقه الرابحة، ونعني بها الدعم الجماهيري، ما يكون وراء رفض السلطات المغربية ممثلة بوزارتها للخارجية منح التأشيرة الإلكترونية لغالبية من طلبها من مشجعي المنتخب الجزائري لأسباب غير معلنة، وفقا لما أشارت إليه شهادات البعض من مسيري وكالات الأسفار الوطنية.

 ويدخل المنتخب المغربي طبعة 2025/2026 في ثوب المرشح الأول، من منظور الكثير من المتابعين لأجل التتويج باللقب الذي يغيب عن خزائنه منذ 1976 ، إلا أن هذا المعطى لن يجعل المنتخب المحلي في منأى عن مفاجآت الكرة المدوية حتى ولو تعلق الأمر باللعب في المغرب، الأمر الذي قد يجعل تصنيف حرمان "الخضر" من جماهيريه في خانة "الاحتياطات" بعد النسق التصاعدي في المستوى الذي أبان عنه أشبال بيتكوفيتش خلال الأشهر الأخيرة.

 المغتربون الجزائريون في أوروبا قد ينوبون عن البقية

وفي ظل ما يحيط بإمكانية السفر من التراب الجزائري صوب المغرب مرورا بتونس من معطيات لا تصب كلها في صالح مناصري "الخضر"، فإنه يرتقب في المقابل أن يسجل المغتربون الجزائريون المقيمون في مختلف الدول الأوروبية حضورا مميزا في كأس أمم إفريقيا لتقديم الدعم اللازم لزملاء القائد رياض محرز من على المدرجات، خاصة بعدما سبق لهؤلاء أن سجلوا حضورا قويا في بعض الدورات الإفريقية، على غرار دورة مصر 2019 التي انتهت بتتويج الجزائر باللقب الثاني في تاريخها أمام السنغال. ويبقى أكبر ما يعزز هذا الطرح هو توفر خطوط جوية كثيرة تربط بين مطارات مدن أوروبية عديدة وأكبر المدن المغربية، وفي مقدمتها الدار البيضاء والرباط التي ستحتضن مباريات الدور الأول للمنتخب الوطني الجزائري أمام كل من السودان وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، في انتظار الوقوف على ما ستؤول إليه الأمور مع حلول موعد أول مواجهة رسمية للمنتخب أمام نظيره السوداني. م