رياضة

بيتكوفيتش… تحت الضغط

بسبب بعض قراراته وخياراته الفنية التي أثارت موجة واسعة من الانتقادات.

  • 5359
  • 2:33 دقيقة
فلاديمير بيتكوفيتش
فلاديمير بيتكوفيتش

رغم نجاح الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، في بلوغ الهدف الأول المسطّر مع "الخضر"، والمتمثّل في التأهل إلى مونديال 2026، ورغم أن النتائج تصبّ في صالحه لغاية الآن، إلا أن أسهمه لا تزال منخفضة لدى النقاد والشارع الكروي بشكل عام، بفعل سلسلة من القرارات والخيارات الفنية التي أثارت موجة واسعة من الانتقادات التي تصاعدت في الفترة الأخيرة.

وجاء تربص السعودية الحالي، وما شهده من أحداث متسارعة، ليرفع من حدّة الجدل حول خيارات المدرب الأسبق لمنتخب سويسرا، بفعل الطريقة التي تعامل بها مع الغيابات الكثيرة المسجلة وإدارته لمباراة زيمبابوي لدرجة أثارت المخاوف من كونه لم يوفق تماما في الاستفادة من هذا الموعد التحضيري الفاصل قبل نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب.

ومنذ البداية أثار بيتكوفيتش الاستغراب بخياراته الخاصة بهذا المعسكر بداية بإدراجه اسم المدافع محمد أمين توغاي في القائمة، في وقت أن لاعب الترجي مصاب منذ فترة ولم يشارك مع فريقه، بالمقابل استبعد بيتكوفيتش اللاعب حيماد عبدلي الذي عاد مؤخرًا بقوة ويقدم مستويات مميزة، مكتفيًا بتبرير غير مقنع بأنه "عاد منذ أربع أو خمس مباريات فقط". مفارقة تؤشر- بحسب المتابعين - إلى خلل في منهجية التفكير أكثر من كونها مسألة مراكز أو جاهزية.

وبعدما تنفس الجميع الصعداء بلجوء الناخب الوطني للاستغناء عن رامز زروقي خلال معسكر أكتوبر الفارط، عاد بيتكوفيتش لـ "يصدم" الجميع بإعادة استدعاء اللاعب الذي أجمع الفنيون على أن طريقته وأسلوبه لا يلائمان "الخضر"، أكثر من هذا لم يتردد في إشراكه أساسيا في مباراة زيمبابوي، في وقت كان يملك خيارات كثيرة لتجريبها في هذا المنصب.

ولا يفهم أيضا كيف وافق بيتكوفيتش على منح فارس شايبي رخصة غياب بسبب الإصابة، دون تعويضه بأي اسم آخر، بالمقابل أبقى على هشام بوداوي داخل المعسكر أسبوعا كاملا رغم معاناته من إصابة، قبل أن يسرّحه أمس.

كما تطرح تساؤلات موضوعية حول جدوى استدعاء المدافع بن قارة، الذي لم يثبت نفسه حتى مع الفريق الأول لدورتموند ثم لا تمنح له الفرصة ولو لدقائق في مواجهة زيمبابوي، على الأقل للاطلاع على مستواه أو لضمان ترسيم استمراره مع المنتخب مستقبلا.

وتتواصل علامات الاستفهام بشأن تركيبة الخط الهجومي، بعدما استدعى المدرب لاعبا واحدا فقط في الجهة اليسرى، وهو محمد أمين عمورة دون توفير بديل له، ليتحوّل المنتخب اليوم إلى فريق دون جناح أيسر حقيقي عقب إصابة لاعب فولفسبورغ وتسريحه من التربص أمس.

ومن بين المفارقات التي عمّقت الانتقادات، تجاهل تجريب بيتكوفيتش للثنائي إيلان قبال وحاج موسى رغم جاهزيتهما العالية وتألقهما مع أنديتهما، حيث اكتفى بإشراكهما كبدلاء لدقائق محدودة لا تسمح بالحكم على مستواهما، في وقت كانت فيه المباراة الودية أمام زيمبابوي فرصة ذهبية لتقييمهما قبل "الكان"، لحد اعتبار الأمر تخوفًا من تألقهما وما قد يسببه ذلك من حرج مع القائد رياض محرز.

وبرغم الطابع الودي لمباراة الغد أمام السعودية، إلا أنها باتت تحمل طابعا مفصليا في مستقبل بيتكوفيتش مع المنتخب الوطني. فإما أن ينجح في الرد على المشككين والمنتقدين، ويبرهن أنه صاحب القرار والسيطرة على خياراته الفنية، أو يعجز عن ذلك ويضع نفسه تحت ضغط متزايد إلى غاية دورة المغرب.

فالرجل يدرك جيدًا أن التأهل إلى مونديال 2026، بصيغته الحالية وبحجم المنافسين الذين يفتقر معظمهم حتى إلى ملاعب مؤهلة ويضطرون للاستقبال خارج بلدانهم، لا يكفي لكسب التقدير ولا يمنحه الثقة التي يحتاجها للاستمرار بهدوء. وبالتالي، ستكون مواجهة السعودية اختبارا حقيقيا لقدرته على قيادة "الخضر" في المرحلة المقبلة بثبات.