فيما يحاول شباب بلوزداد طي صفحة الموسم الماضي المثقل بالمشاكل والإخفاقات، ويبدأ تحضيراته للموسم الجديد في تونس، تتكشف على الساحة الإدارية فوضى عارمة وسوء تدبير ينذران بموسم عصيب آخر.
ما بين تجاهل وضعية عدد من اللاعبين، والمغالاة في الصفقات الجديدة، وغياب استراتيجية واضحة، يبدو أن الإدارة "الجديدة"، بقيادة بدر الدين بهلول، تختار الطريق الأصعب نحو المجهول.
فقبل أن يشد الفريق الرحال إلى تونس، حيث يتواجد في تربص تحضيري، وصل طلب رسمي من الإدارة إلى اللاعب إسلام سليماني (العائد من اعارة إلى وسترلو البلجيكي) وهذا عبر بريده الإلكتروني يدعوه للانتظام في التدريبات. رد سليماني كان منطقيا ومحترفا، تذكير الإدارة بضرورة الالتزام بواجباتها وسداد مستحقاته المتأخرة التي تعود إلى أكتوبر من العام الماضي.
لكن المفاجأة كانت في التجاهل التام من قبل الإدارة، التي لم تعر الهداف التاريخي للمنتخب الوطني أي اهتمام، وفضلت التركيز والبحث عن "إنجازات" أخرى في سوق التحويلات قد ترد لها الاعتبار أمام جمهورها الغاضب.
ففي الوقت الذي يتجاهل فيه النادي ديونه تجاه أحد رموز الفريق، والتي قد تتطور قريبا نحو سجال وصراع في الهيئات المحلية وحتى الدولية، تتسرب أرقام فلكية حول ميزانيته للتعاقدات الجديدة. عروض وصلت إلى 1,1 مليار سنتيم شهريا للاعب زين الدين فرحات، و1,4 مليار سنتيم شهريا تم عرضها على أيمن محيوص (الثنائي لم يوقع رغم ذلك)، هي مؤشر على إصرار الإدارة على سياسة إنفاق غير رشيدة.
وليس هذا فحسب، بل إن قصة المفاوضات مع نادي غزل المحلة المصري حول المهاجم التونسي بن حمودة تثير علامات استفهام كبرى. فبعد أن كان مقترحا، الموسم الماضي، بخمسين ألف أورو فقط، قفزت المفاوضات اليوم إلى حدود 350 ألف أورو، في تضخم غير مبرر بالنسبة للاعب غير مصنف.
ملف حراسة المرمى لا يقل تعقيدا، فقد تم الدخول في مفاوضات مع الحارس ألكسيس ڤندوز، الذي اشترط وكيله الحصول أولا على المبلغ الذي سدده لنادي برسيبوليس الإيراني، من أجل "حرية" موكله (380 ألف أورو) وفي حال إتمام الصفقة، فإن استقدام ڤندوز سيقود حتما إلى خروج الحارس زغبة، وهو ما سيترتب عليه مطالبة الأخير بتعويضات مالية، ليضيف بذلك عبئا ماليا جديدا على كاهل النادي.
وداخل تربص طبرقة، يعيش اللاعب الشاب، زين الدين بن أحمد (مواليد 2004) وضعا مقلقا. فبالرغم من تواجده مع الفريق، إلا أنه لا يملك حاليا عقدا رسميا، هو الذي كان وقع على غرار زملاء له مثل بن عيادة، لعوافي وخاسف، على عقود بالصيغة القديمة.
لكن بعكس هؤلاء، لم يُطلب من بن أحمد التوقيع على العقد الجديد، مما جعله منزعجا ولديه مخاوف حقيقية من أن يتم التضحية به في ظل مشكل الإجازات المطروحة، خصوصا وأن الإدارة لم تتوصل لتسريح سوى لاعبين اثنين (دعيبش ومعاشو) من أصل عشرة أسماء وضعهم المدرب راموفيتش في قائمة المسرحين.
كما تتفاقم مشكلة الإجازات مع الوضع الحالي اللاعبين الأجانب، حيث يضم الفريق 5 أسماء، منهم لاعبان من جنسية ألبانية (أحدهما وقع رسمياً والآخر في طريق التوقيع)، مما قد يعيق تأهيلهم للمشاركة في المباريات الرسمية (الفاف رخصت بـ4 إجازات للاعبين الأجانب هذا الموسم) ولم تتوقف المشاكل هنا، بل امتدت لتطال اللاعبين المحليين مثل جابر كعسيس الذي ضيع التربص التحضيري في طبرقة بسبب مشكل الخدمة الوطنية، في سيناريو مكرر لما حدث سابقا مع اللاعب إسلام بلخير، وهو دليل واضح على أن الإدارة البلوزدادية التي بعثت بالمنسق يوسف شيبان إلى تونس، وهو لا يملك عقد عمل (عقده انتهى) وغيبت بالمقابل خلية الإعلام، لا تستخلص الدروس من أخطاء الماضي.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال