"يجب العمل على أن تكون سنة الامتحان سنة عادية"

+ -

في حديثها عن القلق الذي يسربه الآباء لأبنائهم خلال الامتحانات وخاصة للمقبلين على امتحانات مصيرية، أكدت المختصة في علم النفس، لانية دواودة، أن من شأن ذلك القلق أن يولد ضغطا لدى الطالب، ما يؤثر عليه سلبا حسب شخصية كل واحد، حيث يزيد من انطواء الابن المنطوي ويضاعف من تهور شديد النرفزة الذي يهرب خارج البيت للترويح عن نفسه ويجد في الشارع متنفسا له، محللة هذه الحالات في الحوار التالي.كيف تفسرون الضغط الذي يمارسه الأولياء على أبنائهم وما تأثيره على نفسية هؤلاء؟ معروف أن الطالب أو التلميذ هو الذي يمتحن يوم الاختبار، لكن يجب أن نعلم أن الإحساس الذي يمنحه الآباء لهذا الابن وعلى مدار السنة، أن كل العائلة معنية بهذا الامتحان، فنرى الأم تردد عن نتائج الامتحان الفصلي “وليدي جابلي 15”، “جابلي تهنئة” وكأنها كانت معه في القسم، وهو ما يعطي معنى بأن النقطة المتحصل عليها هي نقطة جماعية وليست نقطة طالب اجتهد وراجع، وبالتالي فهذا نوع من الضغط المتواصل عبر طول السنة الدراسية والذي يمارسه الآباء دون أن ينتبهوا، حتى أن منهم من يطالبونه بالتحضير خلال عطلة الصيف التي تسبق العام الدراسي، ناهيك عن التعاملات اليومية، حيث إنه كلما وقعت عين أحد الوالدين أو كليهما على الابن كلما حثوه على المراجعة، وذلك ما يؤدي به إلى النفور والانفجار حيال ذلك الضغط. ومع اختلاف شخصيات الأبناء طبعا يزداد المنطوي انطواء على نفسه، كما تشتد عصبية شديد النرفزة الذي يجد في الشارع ومساوئه خير ملاذ له.إذن كيف يجب على الأولياء أن يحضروا ابنهم نفسيا للامتحان؟ في الواقع ليس هناك تحضير نفسي، بل دعينا نتحدث عن تربية الطفل منذ أولى سنوات الدراسة على مواجهة الامتحان الذي يعتبر في حد ذاته تجربة فريدة في المسار الدراسي وله معنى معين، فالطالب يمتحن لتقييم مستواه الدراسي، والامتحانات المصيرية التي ينتقل فيها الطالب من طور لآخر تبين مستواه التعليمي ومدى جدارة المؤسسة التربوية ومسؤولية الآباء الذين يجب أن يعوّدوا الطفل منذ الصغر على أن الامتحان أمر عادي لا يخيف ويهيئوه لذلك عبر المراجعة الدورية وتقييم نفسه، ويحدث العكس حينما لا يهيئ الطالب منذ صغره للامتحان ويهمل دراسته ولا يعطي قيمة لامتحانه، فيعتبره بالتالي مصدر قلق ويكون مآله الفشل بالطبع.ما نصيحتكم كمختصة نفسانية للمقبلين على امتحانات آخر السنة ولأوليائهم؟ أن يراجعوا دروسهم بانتظام متجنبين تراكمها، مع الحرص على ممارسة الرياضة، وليس هناك أفضل من عملية الاسترخاء التي يمكن للطالب أن يمارسها بغرفته بالاستلقاء على سريره لمدة 5 إلى 10 دقائق مع التنفس العميق، ويسرح بتفكيره في أمر يرتاح له ومكان يحب التردد عليه كشاطئ البحر مثلا. أما من جهة الآباء، فيجب أن يتخلوا قدر المستطاع عن تهويل الأمور ويعملوا أن تكون سنة الامتحان سنة عادية، ثم يحاولوا جاهدين خلق جو سليم وصحي يساعد التلميذ على مراجعة دروسه، وتوفير الأكل الصحي للمقبل على الامتحان، ويحبّذ الإكثار من الفيتامينات لما لها من طاقة حيوية سليمة تنمّي الذاكرة والذكاء وتفيد في استرجاع المعلومة، مع احترام المستوى العلمي والمعرفي لابنهم وتجاوز فكرة “الابن المتخيّل” الساكن في لا شعور الآباء، الذي يريدون الحصول عليه بأي طريقة، فإذا كان ابنهم ذا مستوى متوسط لا يطلبوا منه أن يكون طبيبا، يجب أن يتخلصوا من هذا الخيال الذي تولد عندهم منذ ولادة ابنهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات