سفير السودان: تواجد مصر في حلايب غير شرعي

38serv

+ -

أكد السفير السوداني في الجزائر، عصام عوض متولي، أن العلاقات مع مصر ممتازة، لكن بلده لديه كل الدفوعات القانونية والتاريخية بشأن حلايب، وأن ”تواجد مصر فيها غير شرعي”، مضيفا، في حوار مع ”الخبر”، أن سد النهضة ليس وحده ما يثير الأزمة مع مصر، وإنما الأعمال العدائية في مثلث حلايب، والإساءات من بعض الأجهزة الإعلامية التي زادت وتيرتها في أعقاب قرار السودان وقف استيراد الخضر والفواكه من مصر.هل أثر الخلاف القائم حول مناطق حلايب وشلاتين على علاقات السودان مع مصر؟ العلاقة بين مصر والسودان ممتازة. بخصوص منطقة حلايب طالبنا مصر، بحكم الجوار، بالجلوس معا والحوار، لكن مصر رفضت. كما اقترحنا عليهم اللجوء للتحكيم ورفضوا. حقيقة، السودان يمتلك كل الدفوعات القانونية والتاريخية بشأن حلايب، وعندما استقل السودان عن بريطانيا اعترفت مصر في العام 1956 بحدوده الحالية دون الاعتراض على الخرائط التي توضح حدوده مع مصر. وتواجد مصر في حلايب غير شرعي، وقد انتهجت مصر سياسة فرض الأمر الواقع على المثلث عبر العديد من الإجراءات، حيث غيّرت أسماء المدارس والمرافق إلى أسماء ورموز ذات دلالات قومية مصرية، وفتح باب التجنيد العسكري لأبناء المنطقة، والحديث عن توفير فرص لهم للدراسة بالجامعات المصرية، والإعلان عن تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية وغيرها من الإجراءات، وكذا مطاردة السودانيين وممارسة الاعتقال الجماعي ضدهم، حيث سبق أن تمّ اعتقال 256 مواطن سوداني رفضت السلطات المصرية إطلاق سراحهم إلا بعد أن تصدر لهم القنصلية العامة السودانية في أسوان وثائق سفر اضطرارية، الأمر الذي واجهناه بالرفض، ما أجبر تلك السلطات على جلبهم إلى الحدود وإطلاق سراحهم، من باب أن المواطن السوداني لا يحتاج لوثيقة سفر داخل بلاده.

هنالك من يعتبر ملف سد النهضة من بين الملفات المثيرة للأزمة بين السودان ومصر؟ مشروع سد النهضة من المواضيع المهمة للدول الثلاث، إثيوبيا والسودان ومصر، وهنالك لجان مشتركة بين الدول الثلاث لضمان سلامة بناء السد، وتعقد اجتماعاتها بصفة دورية، وكذلك كانت هنالك لقاءات على مستوى الرؤساء ووزراء الري بالدول الثلاث. إثيوبيا شيدت هذا السد لأغراض الطاقة الكهربائية فقط، الجانب المصري يتخوف من أن يؤثر السد على حصة مصر من المياه، ومن هذا المنطلق تحاول مصر إيقاف اكتماله أو تغيير المواصفات الفنية فيه، من حيث الحجم والسعة التخزينية. والسودان، كجزء من هذه اللجان الثلاثية، يدعم بناء السد للإيجابيات التي سوف يوفرها له، من أبرزها تنظيم جريان المياه على النيل على مدار العام، ما يمكن السودان من استغلال كل حصته من المياه وفقا لاتفاقية 1959، التي ستنعكس في سد حاجته من الزراعة وإيقاف الواردات في هذا المجال، وهي الاتفاقية التي تعتبر المرجعية في قسمة المياه بين البلدين. ولكن الجانب المصري غدا يطالب بما أسماه «استمرار الوضع الراهن» أي أن تستحوذ مصر على نصيب السودان الذي كان يصلها قبل إنشاء السد، بسبب عدم وجود مواعين تخزينية كافية لديه خلال فترات الفيضانات، الأمر الذي يعني خرقاً صريحا ً للاتفاقية، كما قام معالي وزير الخارجية المصري بزيارة إلى إثيوبيا خلال الفترة الماضية، التقى برصيفه (نظيره) الإثيوبي ليطالبهم باستبعاد السودان من التفاوض حول السد، الأمر الذي قابله الجانب الإثيوبي بالرفض التام.ليس سد النهضة وحده هو الذي يثير الأزمة مع مصر، وإنما الأعمال العدائية في مثلث حلايب، والإساءات من بعض الأجهزة الإعلامية، وزادت وتيرة بذاءة وتهجم بعض الإعلام في أعقاب قرار السودان وقف استيراد الخضر والفواكه من مصر، رغم أن العديد من الدول أصدرت قرارات متشابهة بناء على فحوصات معملية توصلت من خلالها إلى عدم صلاحية المنتجات. أيضاً، كانت زيارة الشيخة موزة، والدة سمو الشيخ أمير قطر، إلى منطقة البجراوية مناسبة أخرى لاستئناف الحملة الشعواء من بعض الإعلام المصري، لا لشيء إلا أنها سلطت الأضواء على عراقة الحضارة السودانية وإسهامها في الرقي الإنساني. وأخيراً جاءت زيارة فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وموافقة السودان على منح جزيرة سواكن لتركيا بغرض تطويرها لكي تكون قبلة للسياحة، لتشكل وقودا ً لحملة أخرى، حيث وصلت عبارات بذيئة في حق الرئيس البشير وأردوغان، مع أن الرئيس أردوغان قام بالعديد من الزيارات التي سبقت زيارته للسودان وجاء البعض الآخر بعدها، حيث زار (التشاد وتونس) ولم نسمع كلمة من الإعلام المصري لا في حق هذه الدول ولا ضد أردوغان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات