"داعش سيدفع إلى التوافق وقوى خارجية تدعم الإرهاب"

+ -

قال عضو الحوار السياسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، عبد الحفيظ غوقة، إن توسع “داعش” داخل ليبيا سيدفع إلى تحقيق التوافق وإنجاز الحوار وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مضيفا، في حوار لـ«الخبر”، أن دولا إقليمية خارجية تقف وراء التنظيمات الإرهابية التي تسعى لاستغلال المقدرات الليبية.ألا يمكن لتوسع “داعش” في ليبيا تقويض مسارات الحوار والتأثير على جولات الحوار المقامة في الجزائر؟ لا أعتقد ذلك، بل بالعكس هذا سيؤدي إلى تحقيق التوافق وإنجاز الحوار وتشكيل حكومة وفاق وطني، لأن خطر داعش أصبح داهما ويهدد جميع الأطراف. وأعتقد أن داعش وباقي التنظيمات الإرهابية استفادت من حالة الانقسام التي يعرفها المشهد السياسي ما بين الشرق والغرب، واستغلت الأزمة لصالحها وتمددت في هذه الأثناء، وقامت بالاستيلاء على العديد من المدن الإستراتيجية في ليبيا، وهو ما يدفع الحوار الآن أكثر مما سبق باتجاه النجاح. والجولة الثالثة في الجزائر هي الختامية والنهائية. الاتفاق أصبح في مراحله النهائية، وما تبقى هو تحديد كيفية تنفيذ ما ينص عليه في المسودة فيما تعلق بحكومة الوفاق الوطني ونزع السلاح وحل الميليشيات. وهذه المسألة تحتاج إلى قوة وإلى ضمانات دولية.وهل ستكون هناك قوة توفر الحماية لهذه الحكومة وتمكّنها من القيام بعملها؟ نحن لا نريد أن تكون حكومة الوفاق الوطني كسابقتها، بل نريدها قادرة على تنفيذ برنامجها، خاصة في مجال الترتيبات الأمنية.هل بإمكان تعدد المسارات تذليل الخلافات أو أنها ستزيد من تعقيد الوضع أكثر؟  نعم، لأننا نحتاج إلى التوافق على أكبر قدر، لأن المسارات المختلفة ضمت القوى السياسية والشخصيات المستقلة والبرلمانيين والشباب والنساء والحكم المحلي ممثلا في البلديات وضمت كذلك العسكريين، وذلك من أجل بناء أكبر قدر من التوافق حسب الأمم المتحدة، وهو شيء جيد، خاصة أن الحالة الليبية مختلفة عن حالة الدول الأخرى.ألا تعتقد أن الدور الخارجي ساعد بتمدد “داعش” وبات يهدد بتقسيم ليبيا والهلال النفطي؟ بكل تأكيد؛ التدخل الخارجي في الحالة الليبية واضح منذ السنوات الأولى للثورة، وأصبح أكثر وضوحا في ظل تنامي نفوذ الجماعات المسلحة.. من أين يأتيها السلاح ومن أين تأتيها المقدرات والإمكانات الرهيبة التي تتوفر عليها؟ كل هذا تقف وراءه دول إقليمية. لما نرى تنظيم الدولة كيف يأتيه السلاح ونسمع تصريحات الدول وكيف تحاربه في مكان وتغض عنه الطرف في مكان آخر، وكان يراد لهذه التنظيمات أن تتجمع في ليبيا وهذا ما حصل. قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تشير إلى قوة رصد دولية لحراسة المياه الإقليمية ولا أحد ينفذ ذلك، بالرغم من وجود البوارج الإيطالية التي تلعب دورا في تدعيم جماعات الإسلام السياسي بغض النظر عن درجة التطرف لديها، إلا أنها كلها تنتج من عباءة واحدة، وهذه هي الإشكالية. يقال إنها موجودة لترصد، لكن ماذا ترصد؟ لا أحد يعلم.. موجودة في المتوسط على السواحل الليبية، لكن السلاح يتدفق ويتدفق أيضا المقاتلون الأجانب على ليبيا. هناك تواطؤ مع هذه الجماعات، وهم يعلمون خططها مسبقا بأنها تمهد للحصول على الموانئ والحقول النفطية، وهذا ما يحصل حاليا خصوصا في منطقة الهلال النفطي، وهي موجودة حولها الآن، بل ودخلت في العديد من الحقول الأساسية كحقل المبروك، وهي خطة معروفة، فآخر إرهابي تم قتله من قِبل قوات التحالف الدولي في سوريا وجد معه وثائق شخصية وإلكترونية بما يفيد بأن التنظيم له مخططات للاستفادة من المقدرات الليبية، وبالتالي هم لا يحركون ساكنا رغم علمهم بذلك، لأغراض سياسية.ما معناه أن خطر داعش أصبح يهدد دول الجوار.. بكل تأكيد، لأنه يعتبر مناطق تواجدهم عبارة عن أقاليم ضمن الخلافة الإسلامية، ومن الطبيعي أن يتمدد إلى الشمال الإفريقي، وانظري الذي يحدث في نيجيريا ومالي، لكن في نهاية الأمر البيعة تكون لتنظيم الدولة الإسلامية. ومحاربة داعش في ليبيا يحد من انتشاره في تونس أو الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات