نرفض مبادرة أويحيى لتكريسها التصادم مع المعارضة

+ -

 كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أنه رفض مبادرة أحمد أويحيى لتشكيل قطب للموالاة، لأن “الأفالان لا يرى فيه فائدة وأن تجربة التحالف الرئاسي لم تقدم لنا أي إضافة وتكرس الصدام مع المعارضة”. وأضاف في اتصال هاتفي مع “الخبر”، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ينوي إكمال عهدته “من أجل إتمام بناء دولة متوازنة بمنأى عن الانقلابات و”الطراطڤ” (حسب وصفه)، معترفا بضرورة “وجود معارضة قوية وإعلام حر، وعدالة حرة للقضاء على فوضى خلاقة في الجزائر معششة في الإدارة والسياسة”.منذ 2006 والرئيس بوتفليقة يتعهد بتعديل الدستور، لكن لحد الآن لا أثر له إلا في الخطب وتصريحاتكم، متى يتم ذلك؟ موعد تعديل الدستور يدخل ضمن صلاحيات الرئيس. الوثيقة توجد بين يدي رئيس الجمهورية، الذي يحتفظ لنفسه بحق الكشف عن محتواه وتاريخ عرضه على الجزائريين. ما أستطيع قوله في هذا الشأن هو أن نص الدستور يفرد للأحزاب السياسية مساحة كبيرة، وخاصة للمعارضة، لأن البلاد بحاجة إلى معارضة قوية وإلى إعلام حر ومهني، لا مادحا ولا شتاما، موضوعي يكتب ويتكلم عن النقائص وعن الوعود غير المحققة، كما لا يتنكر للنتائج الإيجابية. بالنسبة إلينا في جبهة التحرير الوطني، فإننا نرى بأن الوقت قد حان للخروج من الفوضى الخلاقة التي أوقعنا فيها أنفسنا منذ تكوين الدولة الجزائرية.. فوضى غير مستوردة بل كانت من صنيعة النخب المختلفة، في الإدارة والسياسة والإعلام. وفي هذا الاتجاه، فإن تعديل الدستور القادم، يرمي إلى تعزيز بناء دولة متوازنة فيها معارضة قوية وصحافة حرة تحترم القوانين وفقا لدفتر شروط، بما يؤدي نحو التأسيس لدولة مدنية ثابتة، لا تحدث فيها الانقلابات والمظاهرات في الشارع و(الطراطڤ)، وفيها التداول على الحكم. لكن الواقع يقول إن الصحافة الحرة تشتكي من ضغوط رسمية، والمعارضة من الخنق، وفي الحالتين السلطة هي المتهم؟ المعارضة حاليا موجودة على مستوى مركزي، لا تملك قواعد تمثيلية وتحاول فرض آرائها في إطار ممارسة معارضة الأشخاص لا غير.. نحن ننادي بصوت مرتفع إلى إقامة دولة مدنية، وهم يدعون الجيش للتدخل والانقلاب على الشرعية (!) نريد الانتقال من مرحلة غياب البرامج والأفكار إلى مرحلة وضع البدائل، وصولا إلى التأسيس لنظام فيه حاكم ومراقب.لو كنتم أنتم في المعارضة وقيل عنكم مثل هذا الكلام، كيف تردون عليه؟ نحن لا نخاف من أن نكون في المعارضة. (يا ريت) لو كنا كذلك، لكانت المسألة سهلة بالنسبة إلينا. لكن مشكلة الجبهة أننا في النظام ولسنا فيه في نفس الوقت! نعتقد أن أول دور للمعارضة أخلاقي ووطني، وهو يعني وجوب الإقرار بالنتائج في كل المناحي وليس في الانتخابات فقط. نحن نعمل من أجل أن نصل إلى وضع قواعد تسمح لنا للتداول على الحكم.وماذا عن الصحافة التي لم تسلم من تصريحاتكم القاسية وكأنها عدو لدود؟ هل تعلم أن أربعة آلاف إطار جزائري أدخل السجن وغادروه بأحكام البراءة، والسبب كتابات صحفية بنيت على تسريبات.. نشرت في صحف من دون التأكد من مصداقية معلوماتها.. وفيما يخصني، أنا لا أعتبر نفسي عدوا للصحافة ولا هي عدو لي. لم يحدث وأن رددت على أي صحفي أو على ما يكتب عني في الإعلام، الذي يورد اسمي ويلحقني بعلي حداد وسعيد بوتفليقة.. أنا أؤمن بالصحافة الحرة التي لا تعيش بالعصا والجزرة.الحكومة هي التي تتبنى هذا المنطق وتمارسه؟ نحن ندعم فكرة أن يكون الإشهار حرا، غير خاضع لمنطق العصا والجزرة.استهدفتم في مناسبات عديدة رموز المعارضة بأوصاف لاذعة، كيف تتصورون التحاور معكم مستقبلا؟ لو قلتُ كلاما غير ذلك، لوصفت بالمداهن الطامح في تحقيق مآرب ومنافع.. أنا أقول الحقيقة فقط ولست من هواة (المساج).أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، يطرح مبادرة القطب الرئاسي أو الموالاة، لماذا رفضتموها؟ نحن في حزب جبهة التحرير الوطني لدينا برنامج ومشروع خاص بنا.. كل حزب يعمل وفقا لمبادئه وتطلعات قيادته وقواعده.. أنا قلت إن أي اقتراح هو قابل للنقاش، ندرسه من حيث الإيجابيات والسلبيات. فيما يخصنا، في حزب جبهة التحرير الوطني، لقد جربنا من قبل مثل هذا الإطار ولم يخدمنا، كان هناك التحالف الرئاسي ولم يأت بإضافة للجبهة.. كنا الأغلبية في التحالف الرئاسي، لكن غيرنا هو من كان يتولى رئاسة الحكومة.. نحن لسنا ممن يأكلون الغلة ويسبون الملة، لكن نحن لدينا مشاريع.. ثم إن كنا نريد حقا مساعدة الرئيس، فلماذا نقلص عدد أحزاب الموالاة، لماذا لا ندعو إلى تجميع كل القوى والتنظيمات والأحزاب التي ساندت الرئيس تحت مظلة جبهة وطنية أو تكتل وطني، لا يكون للتصادم مع المعارضة، بل للحوار الجدي معها، من أجل تقويتها وليس بنية إضعافها، للبحث عن بدائل مشتركة.. ولكي نؤسس لعمل سياسي مهذب عند الموالاة والمعارضة على حد السواء، يحترم الجميع نتائج المواعيد الانتخابية ويهنئ فيها الخاسر الفائز ولا يتنكر لفوزه.

اعترف الرئيس بوتفليقة في رسالته بمناسبة عيد الاستقلال الـ53 بأنه مريض، وهو بذلك يؤكد كلام المعارضة التي تطالب بتنحيه بسبب العجز عن ممارسة مهامه وفقا للدستور، فلماذا يصر على البقاء في الحكم؟ الذين وقفوا مع السيد الرئيس وطلبوا منه الاستمرار في قيادة البلاد، يعرفون بأن الأمر يطرح بطريقة أخرى. نحن نعيش مرحلة تدمير الدول بالكامل.. ولرئيس الجمهورية من الحكمة ما يساعد على إبعاد هذا الشر الذي يحيط بنا وبحدودنا واستقرارنا وأمننا. ولهذه الاعتبارات، كانت مسألة التشبث بالرئيس وتجديد الثقة فيه ومساندته من طرف القوى والتنظيمات الوطنية بمثابة أولوية الأولويات. للأسف البعض منا كانوا (غالطين)، لا يقدّرون خطورة الأوضاع المحيطة بنا، القضية قضية أمن ووحدة ترابية ومخططات تقسيم. لقد كان من المهم الخروج من هذه الفتنة.. أما فيما يخص باقي الأعمال الحكومية العادية، فهي منوطة بالمؤسسات والوزارات ومختلف القطاعات الاقتصادية والقطاع الخاص..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات