هل تعلن الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء الولاء لداعش؟

+ -

 تترقب أجهزة الأمن في الجزائر وفرنسا وفي عدة دول غربية التطورات في شمال مالي، بعد ورود أنباء حول قرب اتخاذ قرار من “كتائب الصحراء” بشأن الالتحاق بتنظيم “داعش”، ما قد يوفر مجالا جديدا لإعلان “الجهاد العالمي” ضد الغرب، وموقعا مثاليا لتدريب الجهاديين الجدد من مختلف أنحاء العالم على حمل السلاح والقتال.رفعت الجزائر وباريس مستوى التنسيق الأمني قبل أسابيع، والسبب هو تزايد فرص التحاق كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة المغاربي بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وقال مصدر أمني إن التنسيق الأمني بين الجزائر وفرنسا تم رفعه إلى نفس درجة التنسيق خلال حرب مالي في الأشهر الأولى من عام 2013.ورصدت مصالح الأمن الجزائرية والفرنسية تنقل مبعوث من تنظيم “جند الخلافة” في الجزائر إلى شمال مالي، من أجل التشاور مع قيادات “كتائب الصحراء” للالتحاق بداعش. وقال مصدر أمني إن أحد أبرز الإرهابيين في منطقة الوسط تنقل عبر الصحراء قبل أسبوعين باستعمال وثائق هوية مزورة، ثم تمكن من التسلل إلى النيجر ومنها إلى شمال مالي، وهذه البرقية كان مصدرها استجواب إرهابي موريتاني أوقف في الجزائر بعد محاولة التسلل إلى شمال مالي قادما من تونس.اجتماع لكبار أمراء تنظيمات إرهابية في إقليم أزوادوتلاحق القوات الفرنسية منذ 3 أسابيع على الأقل إرهابيا مقربا من “عثمان العاصمي”، كُلف بنقل رسالة من تنظيم “جند الخلافة” إلى أمراء “كتائب الصحراء” بشأن التحاق هؤلاء بداعش. وقال مصدر أمني إن إرهابيي “جند الخلافة” أرسلوا مبعوثا تنقل من شرق العاصمة الجزائرية إلى شمال مالي بداية شهر أكتوبر.وتتحفظ مصالح الأمن في موضوع تحديد هوية الإرهابي الذي يعتقد أنه من قيادات الصف الثاني السابقين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. ويعتقد أن الإرهابي كان سيحضر الاجتماع مع مجموعة من الأمراء، وقد حصلت مصالح الأمن على معلومات حول موضوع الاجتماع بعد توقيف أحد قيادات “كتيبة عقبة بن نافع” التونسية، الإرهابي الموريتاني صفي الدين الموريتاني الذي تم توقيفه في عملية أمنية في الطريق الوطني الرابط بين بسكرة وورڤلة.ومباشرة بعد الحادثة، استنفرت مصالح الأمن وحداتها المتخصصة في ملاحقة الجماعات الإرهابية في الساحل، وتم رفع مستوى التنسيق الأمني بين الجزائر وباريس إلى مستوى أعلى. ويتضمن الإجراء فتح خط اتصال مباشر بين الطرفين من أجل تبادل المعلومات التي يرى أي منهما أنها ضرورية وحيوية، في إطار العملية الأمنية الكبيرة التي تهدف لإضعاف “كتائب الصحراء”، والحصول على معلومات دقيقة حول اجتماع القيادات الذي يُعتقد أنه يضم أمراء من حركة “المرابطين” و“التوحيد الجهاد”، ومنهم حمادة ولد محمد خيري أبو قمقم الذي أعلن الولاء لـ “داعش” قبل عدة أشهر، وجمال عكاشة يحيى أبو الهمام، وإياد أق غالي، وأمراء آخرين، والأغلب حسب مصادرنا أن الاجتماع عقد في جبال إيفوغاس شمال مالي، وهي المنطقة الأكثر وعورة في إقليم أزواد، وتسمح تضاريسها بالتخفي من عمليات المراقبة الجوية. وقال مصدر أمني إن مختصين في مكافحة الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية في الساحل، في الجزائر وباريس، يعملون على تحليل المعلومات بشأن وضعية الجماعات المسلحة في شمال مالي وتحركات القياديين، بعد تزايد احتمالات تمدد داعش إلى شمال مالي، ومواجهة احتمال عودة النشاط المسلح إلى المنطقة انطلاقا من إعلان التبعية لتنظيم الدولة الإسلامية، وأهم عنصر يجري البحث بشأنه هو الأماكن التي يفترض أن كبار الأمراء يتواجدون بها، خاصة مع تداول معلومات عن هجرة عدد كبير من الأمراء لشمال مالي باتجاه الجنوب الغربي لليبيا.ويرى خبراء في مجال الأمن أن الوضع الأمني في شمال مالي وفي الجزائر سيتغير في حال التحاق “كتائب الصحراء” بتنظيم داعش، والسبب هو أن “الكتائب” ستوفر كميات كبيرة من السلاح لتنظيم “جند الخلافة” المحاصر في الجبال وسط الجزائر، كما أن التحاق “كتائب الصحراء” بداعش سيمهد لإنشاء تحالف بين مجموعة من المنظمات الإرهابية التي تنشط في إفريقيا، منها “بوكو حرام” في نيجيريا، والجماعات السلفية الجهادية في شرق ليبيا، وكتيبة عقبة بن نافع في تونس، وهو ما قد يفرض عنصر تهديد جديد للدول المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل، كما سيجد الراغبون في الالتحاق بالجماعات الجهادية من مختلف أنحاء العالم مكانا جديدا يمكنهم التدرب فيه على حمل السلاح والقتال.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات