هل ستكتفي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "الفاف" بإظهار "العين الحمرا" ضد مستعملي شعاراته الرسمية ورموزه وصور المنتخبات الوطنية لأغراض "إعلانية وتجارية" دون الحصول على "ترخيص مسبق وصريح وكتابي" من قبل مصالح "الفاف"، باعتبار ذلك تعديا على حقوق الملكية المحفوظة قانونا؟ أم أنها ستلجأ لمقاضاة أصحاب هذه التجاوزات وجرجرتهم إلى المحاكم حماية لحقوق ملكيتها "الحصرية"؟
تفطنت "الفاف" لهذه القضية ولو متأخرة، وهو أفضل من لا شيء، لأن سكوتها عنها لأسباب متعددة قد جعل البعض يعتقد أنه "مال سايب" لا تحكمه لا قواعد ولا قوانين، وبالمقدور السطو عليه أو استغلاله "مجانا" لأغراض إشهارية وتجارية.
لكن ما يستدعي الوقوف عنده في بيان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الموجه إلى الرأي العام والمتعاملين الاقتصاديين وكافة الشركاء الإعلاميين والمؤسساتيين، أنه "لاحظ في الآونة الأخيرة استعمالا غير مرخّص لشعاراته الرسمية ورموزه وكذا صورة المنتخب الوطني الجزائري لأغراض إعلانية وتجارية"، بينما الجزء الآخر من جبل الجليد أن السطو على الشعارات الرسمية والرموز قد مس أيضا نوادي كرة القدم، حيث تعج صفحات وسائل التواصل الاجتماعي باستعمال شعارات ورموز النوادي وكأنها صفحات رسمية مرخص لها، بينما الأمر ليس كذلك، وهو ما شجع على انتقال الاعتداءات على حقوق الملكية إلى استغلال الشعارات والرموز الرسمية وصور المنتخبات الوطنية لأغراض تجارية دون وجه حق .
إن الفوضى الجارية على مستوى النوادي بهذا الشأن، بسبب التزامها الصمت إزاء هذه التجاوزات لأسباب شعبوية وكذلك لضعف معرفتها القانونية بخصوص "حقوق الملكية"، هي التي فتحت الطريق لمن كان يسرق "بيضة" أن ينتقل إلى سرقة "جمل" اعتقادا منه أن صاحب البيضة لا يختلف عن صاحب الجمل وأن عدم حرمة حقوق ملكية النادي يؤدي لا محالة إلى عدم حرمة حقوق ملكية المنتخبات الوطنية للاتحاد الجزائري لكرة القدم. إن عدم وصول "طوفان" هذه الاعتداءات على حقوق الملكية الحصرية إلى المنتخبات الوطنية يقتضي تجفيف وديان الاعتداءات على حقوق ملكية النوادي من قبل كل من هب ودب .
قد يقول البعض إن "الفاف" تدخلت فيما يعنيها مباشرة فقط، وهو حماية حقوق شعارات ورموز وصور المنتخبات الوطنية التي تعود لها ملكيتها "الحصرية"، وما على النوادي سوى العمل بالمثل لحماية حقوق ملكيتها وعدم تركها عرضة للاستغلال الإشهاري والتجاري، وهو عين الصواب، استنادا إلى المثل القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك"، لكن مع ذلك تبقى "الفاف" صاحبة الكلمة الطولى في هذا الملف بالذات، من باب أنها الوصية على كرة القدم ككل وأيضا لأنه يندرج ضمن تطهير المحيط الرياضي من الطحالب الضارة، اللهم إلا إذا قيل إنها مسؤولة فقط عن رموز المنتخبات الوطنية وعندها سيكون حديث آخر .

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال