أقلام الخبر

ما هكذا يكرّم العلم

تحولت بذلات التخرج، بما فيها القبعات، موضة مرافقة لكل حفلات التخرج.

  • 1026
  • 1:10 دقيقة

بلغني، قبل يومين، أن مسؤولي إحدى الكليات المرموقة، بجامعة مرموقة، بالجزائر العاصمة، رفضوا دخول طلبة لحضور حفل اختتام السنة الجامعية، وهو الموعد الذي كان لتقديم شهادات النجاح (دبلوم نهاية الطور الجامعي الأول) ليسانس لهذا العام.

 قد يبدو الأمر غريبا، وغير مقبول أيضا، لكن إذا عُرف سبب رفض حضور الطلبة تلك الاحتفالية، فإن السبب لا يبطل العجب، بل سيزيد من العجب والاستغراب.. أما سبب الرفض، وما خلفه من كسر خواطر، فكان، بكل بساطة، عدم توفر الطلبة إياهم على قبعة التخرج (قلنسوة التخرج)، ولا حتى بذلة التخرج.

 تحولت بذلات التخرج، بما فيها القبعات، موضة مرافقة لكل حفلات التخرج، من السانكيام (الابتدائي)، إلى نهاية الطورين التعليميين المتوسط والثانوي، وتأخذ الاحتفالات بالحصول على شهادة الليسانس والماستر في الجامعات أبعادا أكبر، ومعها أصبحت بذلات التخرج، بما فيها القبعات، تدخل في الممارسات التي تسبق موعد استلام الشهادات تلك، بل ترى الطلبة وأولياءهم "يجتهدون"، قبل ذلك الموعد، لتوفير هذه "الجزئية"، حتى قبل أن ينهي الطالب مذكرة تخرجه أو يناقشها.

شيء جميل هذا، طبعا، لكن، ما يجب التوقف عنده هنا، هو أن هناك من الأسر من لا يمكنها توفير البذلات تلك، ولا حتى القبعات، بل هناك من الناس من لا يمكنه توفير حتى ثياب عادية لفلذات أكبادهم، فكيف لهم أن يتدبروا أمر بذلات التخرج تلك؟ ما وجب أن نقف عنده في هذه المحطة، هو كسر خواطر طلبة كانوا سيفرحون مع زملائهم ونظرائهم وحتى مع أهليهم، لأنهم لم يحضروا أو لم يتمكنوا من توفير قبعة التخرج.. ما هكذا يكرّم العلم يا سادة.