ثقافة

أناغريكي مناضلة حولت سجنها وتعذيب الجلادين إلى شعر

تضمن البرنامج مداخلة محمد عبو مثقف ووزير سابق

  • 253
  • 1:47 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

قدمت الشاعرة لميس سعيدي، اليوم، بمتحف أحمد زبانة بوهران، نبذة عن مسار الشاعرة أنا غريكي التي نظمت شعرا من داخل زنزانتها بسجن بربروس بعد توقيفها سنة 1957 وقصيدة بعنوان " الجزائر عاصمة الجزائر" الذي نشره الشاعر جون سيناك في مؤلف " الشمس تحت الأسلحة" أثناء الثورة.

كشفت المتحدثة اعجابها بأشعار اناغريكي وشحنتها الإبداعية تحويل معاناتها من التعذيب في سجن الاستعمار الفرنسي إلى مقاطع إبداعية وسردية مقاومة وكسر النظرة الاحتقارية الغربية لكل ما هو جزائري. شرحت كيف أن انا غريكي ذات الأصول الفرنسية "اختارت الانتماء للأمة الجزائرية" حسب وصف سيناك لكل الشعراء والمثقفين الذين أعلنوا انحيازهم للجزائر في حربها ضد الاستعمار الفرنسي.

عبرت سعيدي عن إعجابها " بشعر غريكي وعوالمها الشعرية وكتابة خريطة الجزائر من داخل الزنزانة بعناوين قصائدها، منعة، بونة، الجزائر..." 

 أكدت بأن غريكي المولودة في مدينة منعة بالأوراس وفضلت مغادرة فرنسا ودراستها للالتحاق بالثورة التحريرية لغاية سجنها وطردها من الجزائر.

كانت من بين ثلاثة مثقفين كتبوا نصوصهم في السحن الاستعماري إلى جانب هنري علاق «السؤال" ومفدي زكريا في جزء من نشيد قسما. تناولت سعيدي مسار مبدعة أخرى تتمثل في يمينة مشاكرة وترجمة روايتها " المغارة المتفجرة" واكتشافها لسردية فائقة الجمال تربطها بتاريخها وبلدها ونضالات من أجل حقوق المرأة. 

من جهتها، خاضت الاستاذة الجامعية المتخصصة في اللسانيات ابتسام شاشو في كيفية اهتمامها بالشعر والأدب قبل الكشف عن اهتمامها بمسألة اللسانيات واللغات في الجزائر والأصول ومحاولة رفع اللبس حول تساؤلات من نحن؟ ومحاولة إعادة ربط الصلة بجذورنا الضاربة في التاريخ. اعترفت أن اهتماماتها البحثية هي وليدة لقائها بالباحث حاج ملياني أستاذها في الجامعة ونقل شغفه بالثقافة الشعبية والتراث والشعر الملحون وشعراء مثل محمد بلخير، وكذا اشتغالها على اللغات المستعملة في المناطق الحضرية مثل مستغانم.

تضمن البرنامج مداخلة محمد عبو مثقف ووزير سابق حول كتابه " الأسطورة الموروثة " التي تناول فيها فترات من طفولته وولعه بالمسرح وكيفية مساهمته في إنشاء فرقة مسرحية " النقطة" خلال إشرافه على جامعة وهران ومشاركة الفرقة في تنشيط الملتقيات حول الحداثة التي كان ينظمها المفكر الراحل بختي بن عودة قبل اغتياله عشية تنظيم آخر ملتقى. للتذكير كان اللقاء ضمن برنامج " أيام وهران الأدبية" تخليدا لروح الحاج ملياني وتواصل برنامج لغاية الأمسية بتنظيم " معرض صور معلقة" في حديقة بشارع محمد خميستي بوهران مع قراءات شعرية ورواية حكايات من طرف جميلة حميتو.