ثقافة

كتب الرعب تحدث أزمة في الصالون الدولي للكتاب

إجلاء كاتبة ووقف جلسة توقيع بسبب إقبال مكثف لمراهقين.

  • 3554
  • 2:22 دقيقة
جانب من الصالون الدولي للكتاب ص:حمزة كالي.
جانب من الصالون الدولي للكتاب ص:حمزة كالي.

شهد الصالون الدولي للكتاب في طبعته 28 الجارية حاليا بقصر المعارض "سافيكس" بالعاصمة، اهتمام فئة المراهقين بكتب الرعب و أدب الفنتازيا وال"دارك رومنز" بشكل لافت، لدرجة انفلات وفقدان السيطرة، أمس، في واحدة من دور النشر ، بسبب إقبال حشد لاقتناء مؤلف من هذا النوع.
استدعى توافد أطفال وشباب بشكل متزامن، أمس، تدخل أعوان الأمن ووقف جلسة بيع بالتوقيع لكتابين معنونين بـ "الجن" أو "مليكيانا" وإخراج المؤلفة من الصالون إلى حين ينتظم المعجبون.
واللافت، أيضا، بحسب ما عاينت "الخبر"، اليوم، أن الكاتبة المسماة "لولا" أثثت مكان توقيع كتبها بديكور عنكبوتي وبصور هياكل عظمية بخلفية سوداء منسدلة في المداخل، مع تعليق لوحات مرسوم عليها وجوه وملامح بشرية مشوهة بعيون محدقة ومخيفة، ما أثار انتباه وفضول المارة ودفعهم للاطلاع على ما وراء الصورة.
وبالحديث مع المسؤول على جناح الدار التي تتكفل بنشر هذه المؤلفات، تبين بأن الكاتبة هي من رغبت في تصميم الديكور على هذا النحو، انطلاقا مما تسميه "أدب الرعب التفاعلي" وتجسيد شعور وتفاعل القارئ بعوالم الجن والغرائبيات والمخلوقات الأسطورية.
ويتضح من خلال الحديث مع الزائرين للدار التي تعرض الكتب، أنهم مدفوعين برغبة كبيرة في الاطلاع ومتابعة القصص التي ترويها "لولا"، سواء مكتوبة أو مرئية ومسموعة عبر منصة "يوتوب"، أين يتابعها عشرات الآلاف.
وشرح هؤلاء دوافع اهتمامهم بقصص لولا وقالوا بأنها تسحبهم إلى عوالم جديدة ومرعبة كثيرا، تجعلهم ينغمسون فيها ويعيشون لحظاتها وتفاصيلها بانتشاء.
وبالسؤال على تأثير ذلك، استعرض طفل لا يتعدى عمره 13 سنة بسرعة فائقة محتوى قصصي للكاتبة عبر "يوتوب"، بعنوان "عرس الجن"، تظهر فيه لولا جالسة ومرتدية فستان زفاف راق، وخلفها صور وعوالم غرائبية وشراك للعناكب، وتروي حكايتها بأسلوب تشويقي مع تطعيمها بأصوات متطابقة مع أطوار القصة، كصوت صرير الرياح وحركة الأبواب والحيوانات والمخلوقات العجيبة، في خطوة تحاول من خلالها الكاتبة إحداث تفاعل لدى المستمع والمشاهد، وهو ما تسميه "الرعب التفاعلي".

وبخصوص مضمون القصة، فقد بدت شبيهة بكلاسيكيات الفنتازيا الأمريكية ومائلة إلى الرعب والخوف، منه إلى استحداث وخلق عوالم أسطورية .
ويعرف هذا النوع من الكتب في الجزائر في الخمس سنوات الأخيرة رواجا واهتماما وسط الشباب والمراهقين بالجزائر، غير أنه تجاري واستهلاكي ومثير وترفيهي، أكثر منه قيمي ومعرفي وتراكمي وممتع.
والملاحظ أن محاولات التأسيس لأدب الفنطازيا بالجزائر لا تزال في مراحلها البدائية، قياسا بتجارب دول متقدمة في هذا المجال لا تزال مرجعية.
ويعتمد هذا النوع الأدبي على الخيال المحض، ويتجاوز الواقع والمنطق الطبيعي والعوالم فيه تكون غالبًا غير واقعية، تتضمن سحر، مخلوقات أسطورية، عوالم موازية، وأبطال خارقين، بحسب التعاريف المتداولة في الفضاء الافتراضي.
والفكرة الأساسية للفنتازيا وفق مواقع متخصصة في الأدب، هي "خلق عالم جديد كليًا، بقوانين مختلفة عن عالمنا الواقعي، لكن فيها إسقاطات رمزية على قضايا إنسانية مثل السلطة، الخير والشر، الصداقة، والحرية".
ويعتبر أدب الفنتازيا أحد أهم فروع الأدب الحديث، وله قيمة ثقافية واقتصادية كبيرة في العالم المتقدم وتُدرس أعماله في الجامعات ضمن تخصصات الأدب المقارن، علم الأساطير، والدراسات الثقافية.
ويُنظر إليه، في العديد من دول الغرب كوسيلة للتعبير عن الواقع بطريقة رمزية وليس مجرد خيال ترفيهي.
ومن الأمثلة العالمية المشهورة في الفنتازيا : "سيد الخواتم"، للكاتب الشهير تولكين و"هاري بوتر" للكاتبة ج.ك رولينغ ، و"صراع العروش" للكاتب جورج مارتن.