الشاذلي بن جديد يعود لمسقط رأسه في الذكرى 13 لوفاته

في وقفة وفاء لمسيرة قائد ومجاهد ورئيس دولة، احتضنت جامعة الشاذلي بن جديد في الطارف ندوة تاريخية استحضرت فيها سيرة المجاهد والرئيس الراحل الشادلي بن جديد، في الذكرى الـ13 لوفاته، كشاهد على مرحلة مفصلة من تاريخ الوطن، جاءت هذه الندوة لتسلط الضوء على الإرث النضالي والسياسي والإنساني للرجل الذي قاد البلاد في واحدة من أصعب مراحلها.

تحت شعار "الوفاء للتاريخ والاعتزاز بالإرث"، نظمت جامعة الشاذلي بن جديد بالطارف، أمس، ندوة كرّمت فيها المسار الحافل للمجاهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. حضر الفعالية ممثلون عن السلطات المحلية والجهاز القضائي، إلى جانب أسرة الثورة وفعاليات من المجتمع المدني، في تجسيد للوفاء الجماعي لرجل ترك بصمته على تاريخ الجزائر الحديثة.

وسلطت الكلمات الافتتاحية الضوء على المحطات الرئيسية في حياة الراحل، مبتدئة بنضاله المبكر ضد الاستعمار الفرنسي، مرورا بمسيرته العسكرية المميزة في منطقة القاعدة الشرقية، وصولا إلى فترة حكمه التي قاد فيها البلاد بكل حكمة وتبصّر نحو مرحلة التعددية السياسية والإعلامية والاقتصادية. كما نوّه المتحدثون بمنجزاته التنموية والاجتماعية، وبالدور الدبلوماسي البارز الذي لعبته الجزائر في محافلها الدولية تحت قيادته، انطلاقا من مبادئه التحررية والداعية إلى سياسة سلمية.

وتعمّقت الندوة في سيرة الرجل من خلال محاضرة ألقاها الدكتور إدريس لعبيدي من جامعة الشاذلي بن جديد، حيث أبرز أن الراحل كان نموذجا للعسكري المنضبط والمنظم، تميّز بقدراته القيادية الفذة التي أكسبته ثقة قادته واحترام جنوده. وأوضح المحاضر كيف ساهمت الظروف السياسية المحيطة آنذاك في صقل شخصيته المبكرة، وكيف كانت تلك الشخصية مؤهلة لقيادة المرحلة الانتقالية الصعبة التي تلت الاستقلال، محققا مكاسب تنموية ودبلوماسية مشهودة.

وإلى جانب الجلسات الأكاديمية، شهدت كواليس الندوة نقاشات ثرية بين رفاق درب الراحل من الأسرة الثورية الذين استعادوا ذكريات نشأته في مسقط رأسه بقرية السبعة في الطارف، وشجاعته في المعارك التي خاضها وقادها خلال ثورة التحرير.

وعلى الرغم من الغياب المحسوس لبعض الوجوه الوطنية ورفاق الفقيد، إما بسبب الوفاة أو الظروف الصحية وصعوبة التنقل إلى الولاية الحدودية، فإن الحضور تميّز بمشاركة شقيقة الراحل التي كرّمت تكريما خاصا نيابة عن عائلة الفقيد، في لمسة وفاء عززت من القيمة الرمزية والأخلاقية للندوة.