ثقافة

"الشعر الشعبي ذاكرة الجزائر وروح هويتها"

حوار مع زواوي مبروك، محافظ المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي بالجلفة.

  • 96
  • 2:04 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

على هامش فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي بالجلفة، كان  لـ"الخبر" لقاء مع الشاعر زواوي مبروك، محافظ المهرجان، الذي تحدث عن خصوصية هذه الطبعة وأبرز محطاتها والجهود المبذولة لإنجاحها، مسلطا الضوء على دور الشعر الشعبي في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية للجزائر، حيث استعرض مبروك أجواء المهرجان، مميزاته عن الطبعة السابقة، معايير اختيار الشعراء والصعوبات التي واجهت التنظيم، بالإضافة إلى كلمته الختامية التي وجهها إلى الحضور والقائمين على إنجاح هذا الحدث الثقافي الوطني.

حاوره: ع. الرخاء

كيف تقيّمون الأجواء العامة التي طبعت فعاليات الطبعة الثانية لعكاظية الشعر الشعبي؟

كانت الأجواء متميزة بكل المقاييس، حملت تنوعا ثقافيا يعكس غنى ولايات الوطن واختلاف أنماط الشعر الشعبي فيها. شهدنا عددا كبيرا من المبدعين في هذا الفن التعبيري الذي تزخر به الجزائر، وكان هناك مزج جميل بين الجانب الإبداعي والجانب العلمي من خلال القراءات الشعرية والندوات الفكرية والورشات الأكاديمية، فضلا عن البعد السياحي الذي أضفته الأنشطة الميدانية على المهرجان.

ما الذي ميّز هذه الطبعة عن سابقتها؟

الاختلاف بدأ من الشعار نفسه، فالطبعة الأولى حملت شعار "فلسطين محبرة الأمة" تأكيدا لموقف الجزائر، قيادة وشعبا، من القضية الفلسطينية. أما هذه الطبعة فشعارها "مع بلادي.. بمدادي"، وهو تعبير عن يقيننا بأن للشاعر دورا كبيرا في تشكيل الوعي الجمعي من خلال تأثير الكلمة وقوتها.

ومن أبرز ما ميّز هذه الطبعة أيضا أننا أتحنا الفرصة لشعراء جدد لم يشاركوا في الطبعة السابقة، حتى نمنح مساحات أوسع للتجديد والتنوع، كما خصصنا ورشة لفائدة الشعراء الشباب حول أوزان وإيقاعات الشعر الشعبي الجزائري، لتكون لبنة في تكوين جيل جديد من المبدعين في هذا اللون الأدبي.

كيف كان التحضير لهذه الطبعة؟ وهل واجهتم صعوبات تنظيمية؟

تم التحضير بعناية كبيرة وحرصنا على أن تحمل هذه الطبعة نفسا جديدا وجادا. أبرز الصعوبات التي واجهتنا هي العدد الكبير من الشعراء الشعبيين في الجزائر، فكل ولاية وحدها يمكنها أن تحتضن مهرجانا مستقلا بهذا اللون من الأدب، ومع 58 ولاية أصبح لزاما علينا أن نوازن بين الجهات وأن نمنح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المبدعين للمشاركة.

ما المعايير التي اعتمدتموها لاختيار الشعراء المشاركين؟

حددنا مجموعة من المعايير، أهمها أن لا يكون الشاعر قد شارك في الطبعة الأولى وأن يكون مجيدا في فنه وقادرا على الإسهام في الارتقاء بالذوق الأدبي والجمالي. كما حرصنا على التوازن الجغرافي، فكانت المشاركة من مختلف ربوع الوطن: من الجنوب (بشار، أدرار، الوادي، غرداية)، ومن الشرق (أم البواقي، ميلة، سطيف)، ومن الغرب (تلمسان، عين تيموشنت، سعيدة)، ومن الشمال (بومرداس، البليدة، العاصمة)، ومن الوسط (المسيلة، الأغواط، البيض).

وجهنا الدعوات إلى شعراء من 35 ولاية وحضر ممثلون عن 33 ولاية، وهو رقم منح المهرجان بعدا وطنيا حقيقيا وحقق ثراء ثقافيا وتنوعا أدبيا لافتا.