ثقافة

بن دودة: الوفاء لتراثنا الشعبي لا يكتمل إلا بالبحث في أصوله

افتتحت، الأربعاء، بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد بالجلفة، فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي.

  • 119
  • 1:59 دقيقة
وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، الصورة: وزارة الثقافة.
وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، الصورة: وزارة الثقافة.

على مدى أربعة أيام، عاشت الجلفة على وقع الكلمة الشعبية الصادقة والإبداع الأصيل، في طبعة ثانية من مهرجان "عكاظية الشعر الشعبي" الذي جمع شعراء الوطن وأكاديميي الجامعات في فضاء واحد، مزج بين القصيدة والذاكرة والتراث، ليؤكد أن الشعر الشعبي لايزال حيا في وجدان الجزائريين، نابضا بحب الوطن والوفاء لتاريخه.

افتتحت، الأربعاء، بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد بالجلفة، فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي، تحت شعار "مع بلادي.. بمدادي". المهرجان، الذي يُنظَّم تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة وإشراف والي ولاية الجلفة جهيد موس، يمتد من 7 إلى 10 أكتوبر، بمشاركة كوكبة من الشعراء والأكاديميين من مختلف ولايات الوطن، ضمن برنامج ثري جمع بين القراءات الشعرية والندوات الفكرية والورشات الأكاديمية.

وخلال حفل الافتتاح، ألقى بابا عبد الرزاق، مدير مركزي بوزارة الثقافة، كلمة الدكتورة مليكة بن دودة نيابة عنها، أكد فيها أن الشعر الشعبي هو ذاكرة الوطن وشاهده وحافظ مواقفه وأيامه، مشيرا إلى أن الجزائر رائدة في هذا المجال وحق لها أن تكرم هذا الموروث الثقافي وتنظّم له الملتقيات والفعاليات.

وقالت الوزيرة إن الوفاء لتراثنا الشعبي لا يكتمل إلا بالبحث في أصوله وتثمين رموزه وتخليد رواده، داعية إلى استثمار هذا الموروث في المسرح والدراما، ليبقى الشعر الشعبي متجددا في وجدان الأجيال، كما دعت إلى أن يتحول المهرجان إلى فعالية مستمرة تمتد إلى المدن المجاورة وتشرك الجمهور في صناعة الحدث الثقافي.

من جهته، أكد والي الجلفة جهيد موس أن المهرجان يجسد العناية التي توليها الدولة لترقية المشهد الثقافي الوطني وإبراز الهوية الجزائرية بكل مكوناتها، مشيرا إلى أن الجلفة بتاريخها وموروثها الشعبي ستظل منارة للإبداع الشعبي وفضاء يحتضن الكلمة الصادقة.

وشهد حفل الافتتاح تكريم عدد من الأسماء الشعرية والأكاديمية التي أثرت الساحة الأدبية، على غرار الشاعر الشعبي العيشي بشير والشاعر مسعود طيبي والشاعر قويسم لغويني والأستاذ الجامعي بركة بوشيبة من جامعة بشار.

هذا وعرفت التظاهرة مداخلات أكاديمية تناولت آليات حماية الشعر الشعبي الجزائري في ظل الثورة الرقمية، تلتها في اليوم الثاني ورشة تكوينية حول أوزان وإيقاعات الشعر الشعبي لفائدة الشعراء الشباب، من تأطير الدكتور علي لوصيف، إضافة إلى ندوة فكرية حول تلقي الشعر الشعبي عبر الوسائط الرقمية.

كما نظم المشاركون خرجة سياحية إلى منطقتي حمام الشارف والنبكة بالزعفران، حيث تحولت الكثبان الرملية الذهبية إلى منبر شعري مفتوح، ألقيت فيه القصائد وسط أجواء فنية مفعمة بالتفاعل والجمال، جمعت بين سحر الطبيعة وإبداع الكلمة. ويُختتم المهرجان مساء اليوم السبت بحفل فني وتكريمي بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد، يُكرَّم خلاله المشاركون من شعراء وباحثين، تتخلله عروض شعرية وموسيقية تجسد ثراء الموروث الشعبي الجزائري وتنوع ألوانه الجهوية.