اقتصاد

هذه أسعار الأضاحي المحلية

تراجع ملحوظ في الطلب على الأضاحي المحلية بسبب منافسة المستوردة منها.

  • 44045
  • 1:31 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

مع اقتراب عيد الأضحى، وبعد فترة قصيرة من دخول الأضاحي المستوردة للأسواق الجزائرية، بدأت بعض نقاط البيع، وخاصة غير الرسمية، تظهر تراجعا ملحوظا في الطلب على الأضاحي المحلية، وهذا ما وقفت عليه "الخبر" أثناء جولة قامت بها إلى سوق للماشية في بلدية الشراڤة، غربي الجزائر العاصمة.

في هذا السوق الشعبي، حيث تتواجد عربات صغيرة وشاحنات محملة بالخرفان، كان هناك انخفاض واضح في إقبال المواطنين على شراء الأضاحي المحلية، مقارنة بالسنوات السابقة. وأوضح أحد المربين، الذي يعرض مواشيه هناك، أن "هذا التراجع يعود لعدة عوامل، من أهمها استيراد الحكومة الجزائرية لكميات من الأضاحي وتحديد أسعارها بشكل رسمي، مما جعل الكثير من الناس يفضلون شراء المواشي المستوردة بسبب أسعارها المنخفضة مقارنة بالمحلية".

وأشار المتحدث قائلا: "الناس اليوم تبحث عن الأسعار المنخفضة، وقد قامت الحكومة باستيراد أضاحٍ من الخارج وتحديد أسعارها، وهذا جيد للمستهلك، لكنه أثر سلباً علينا كمربين محليين"، وأضاف بحسرة: "الأضاحي المحلية تتمتع بجودة أفضل، لكنها أغلى بطبيعة الحال بسبب تكاليف التربية والرعاية".

وذكر المربي أنَّ أسعار الأضاحي المحلية تتراوح حاليا بين 55 ألف دينار إلى 140 ألف دينار، وفقاً للحجم والسلالة والوزن، حيث تظل السلالات المعروفة بجودتها، مثل "أولاد جلال" و"الحوشي"، الأغلى سعراً، بينما الطلب على الأنواع الأصغر نسبياً ما زال متواضعاً، رغم كونها أرخص.

من جهة أخرى، أبدى بعض المواطنين الذين التقينا بهم في هذا السوق رضاهم عن توفر البديل المستورد، مؤكدين أن "تحديد الأسعار جعل من الممكن لذوي الدخل المتوسط والضعيف أداء سنة الأضحية دون ضغوط مالية كبيرة، لكنهم عبروا في الوقت ذاته عن أسفهم لوضعية المربين المحليين، مشددين على أهمية إيجاد حلول تضمن التوازن بين مصلحة المواطن ودعم النشاط الزراعي الوطني".

ورغم هذا الركود النسبي، فإنَّ "العديد من المربين والخبراء يرون أن السوق قد تشهد انتعاشًا قريباً مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يميل بعض الجزائريين لشراء الأضاحي في اللحظات الأخيرة بحثًا عن أسعار أقل".