اقتصاد

الجزائر تحافظ على ريادتها في إنتاج الغاز

حسب تقرير حالة الطاقة الإفريقية 2026، الصادر عن "الغرفة الإفريقية للطاقة".

  • 842
  • 3:51 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

كشف التقرير السنوي لحالة الطاقة الإفريقية 2026، الصادر عن "الغرفة الإفريقية للطاقة" بالشراكة مع "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، عن آفاق إيجابية للجزائر في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، مؤكداً على دورها المحوري في المشهد الطاقوي الإفريقي والعالمي.

وحسب التقرير المفصل، الذي اطلعت عليه "الخبر"، فإن الجزائر، باعتبارها منتجاً ناضجاً للنفط والغاز، لا تزال تحتفظ بإمكانات نمو كبيرة خاصة في مجال الغاز.

ويرسم التقرير صورة إيجابية لمستقبل القطاع، متوقعاً أن يصل الإنتاج اليومي للغاز الجزائري إلى حوالي 10 مليارات قدم مكعب بحلول عام 2026، بينما من المتوقع أن يظل إنتاج النفط مستقراً عند حوالي مليون برميل يومياً.

ويرتكز هذا التوقع على عدة عوامل محفزة، أبرزها دخول مشاريع تطوير جديدة حيز الإنتاج. ويذكر التقرير على وجه الخصوص مشروعي "تين فوي تابانكورت الجنوبي" و"عين أمناس 2" اللذين من المقرر أن يبدآ الإنتاج في عام 2026. كما يسلط الضوء على الجهود المتواصلة لتعزيز كفاءة العمليات وتخفيض البصمة الكربونية، مثل مشروع تركيب محطة للطاقة الشمسية في مجمع "بئر الربح الشمالي" التابع لشركة "إني" الإيطالية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات ستساهم في توفير كميات إضافية من غاز البيع، معتبراً أن الجزائر تظل القلب النابض لإنتاج الغاز في إفريقيا، حيث ساهمت شمال إفريقيا، بقيادة الجزائر، بنحو 60% من إنتاج القارة من المحروقات في 2025، ومن المتوقع أن تحافظ على هذه الحصة حتى عام 2030.

من جهة أخرى، أبرز التقرير التحسينات الجوهرية التي شهدها المناخ الاستثماري في القطاع الجزائري، مشيداً بالإصلاحات المؤسساتية والتشريعية التي أدت إلى تحسين تقييم المخاطر "فوق الأرض" وجذب الاستثمارات الجديدة.

وأشار التقرير بشكل خاص إلى نجاح الجولة التنافسية لعام 2024، والتي منحت الجزائر أولى رخص الاستكشاف منذ عقد، كمؤشر على انفتاح القطاع وجاذبيته، مؤكدا أن الجزائر هي منتج ناضج للنفط والغاز يتمتع بإمكانات نمو، خاصة في مجال الغاز. ويتركز الإنتاج الحالي على اليابسة في الجزء الجنوبي من البلاد.

وتُعد شركة سوناطراك المملوكة للدولة المنتج الرئيسي، حيث تمثل حوالي 75٪ من إجمالي إنتاج السوائل وأكثر من 80٪ من إجمالي إنتاج الغاز. في عام 2024، ركزت عمليات استكشاف المحروقات على الأنشطة القريبة من الحقول، حيث تم تسجيل 14  اكتشافًا للمحروقات خلال العام. كانت الشركات الأكثر نشاطًا في مجال حفر الاستكشاف خلال هذه الفترة هي سوناطراك وشركة إيني، وكانت مناطق التركيز الرئيسية هي أحواض حاسي مسعود وبركين.

بلغ إنتاج الجزائر في عام 2024 حوالي 3,3 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا، مع تقسيم متقارب تقريبًا بين إنتاج السوائل والغاز، حيث بلغ إنتاج النفط الخام حوالي 1,38 مليون برميل يوميًا. من المتوقع أن ينخفض الإنتاج قليلاً إلى حوالي 3,2 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا في عام 2025.

وفي عام 2026، من المتوقع أن يظل إنتاج النفط مستقرًا عند حوالي مليون برميل يوميًا، بينما من المتوقع أن يصل إنتاج الغاز إلى حوالي 10 مليارات قدم مكعب يوميًا.

هناك العديد من مشاريع جمع الغاز قيد التنفيذ، مصحوبة أحيانًا بجهود لإزالة الكربون من عمليات المنبع، مثل تركيب الطاقة الكهروضوئية في مجمع بئر الربع الشمالي (BRN) التابع لشركة إيني.

تشمل مشاريع تطوير الغاز الجديدة المقرر بدؤها في عام 2026 مشروعي "تين فوي تابانكورت الجنوبي" و"عين أمناس 2". بينما ستوفر هذه الإجراءات بعض الكميات الإضافية من غاز البيع، إلا أنها لا يُتوقع أن تغير بشكل كبير إجمالي إنتاج الغاز التجاري.

على مدى السنوات الخمس المقبلة، من المتوقع أن يظل إجمالي إنتاج المحروقات عند مستوى يقارب 3 ملايين برميل مكافئ نفط يوميًا.

وحول آفاق الإنتاج على المدى المتوسط، توقع التقرير أن يظل إجمالي إنتاج الجزائر من المحروقات ثابتاً عند حوالي 3 ملايين برميل مكافئ نفط يومياً خلال الخمس سنوات القادمة. ومع ذلك، فإن الطموحات الجزائرية تتجه نحو هدف أكثر جرأة يتمثل في رفع إنتاج الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، نصفها مخصص للتصدير، لدعم النمو الاقتصادي وتمويل استراتيجيات التنويع.

وعلى الصعيد القاري، رسم التقرير صورة عامة متفائلة، متوقعاً أن يصل الإنتاج الإفريقي من النفط والغاز إلى حوالي 11,4 مليون برميل مكافئ نفط يومياً بحلول عام 2026، حيث تقود الجزائر ونيجيريا الإنتاج الحالي. ومن المتوقع أن تصل هذه الحصة إلى 13,6 مليون برميل مكافئ نفط يومياً بحلول عام 2030.

وأشار التقرير إلى أن "إفريقيا تمتلك موارد هائلة من المحروقات والمعادن الإستراتيجية، مما يقدم فرصة فريدة لحفز التحول الاقتصادي من خلال التطوير والتحويل في المراحل اللاحقة. وتحتفظ دول مثل نيجيريا والجزائر وأنغولا وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية باحتياطيات ضخمة من النفط والغاز والكوبالت والعنصر الكيميائي (الليثيوم)، والتي إذا ما وظفت بفعالية يمكن أن تدعم التصنيع وتوفير الفرص الوظيفية وأمن الطاقة".

وأضاف التقرير: "من المتوقع أن يصل إنتاج إفريقيا إلى حوالي 11,4 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا، بحلول عام 2026، حيث يشكل الغاز 37% والسوائل 63% من هذا الإنتاج، وتتصدر الجزائر ونيجيريا قائمة المنتجين من حيث الإنتاج الحالي".

ويخلص التقرير إلى أن الجزائر، من خلال سياساتها الإصلاحية واستقرارها الإنتاجي ومواردها المعتبرة، لا تزال تضع المعايير وتلعب دوراً أساسياً في أمن الطاقة محلياً وإقليمياً وعالمياً، مما يعزز مكانتها كشريك موثوق في السوق العالمي للغاز، وفي تشكيل مستقبل الطاقة في إفريقيا.