اقتصاد

مجلة إيطالية تبرز ديناميكية الاقتصاد الجزائري

تزايد اهتمام الشركات الإيطالية بالسوق الوطنية.

  • 1730
  • 1:55 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

خصصت مجلة "الدبلوماسية الاقتصادية الإيطالية" التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، ملفاً موسعاً في عددها الأخير حول الاقتصاد الجزائري، أبرزت فيه حركية التنويع الاقتصادي التي تشهدها الجزائر وارتفاع اهتمام الشركات الإيطالية بالاستثمار في السوق الوطنية.

وحمل الملف عنوان "الجزائر، آفاق وفرص تتجاوز قطاع المحروقات"، الذي نقلته "وكالة الأنباء الجزائرية"، تناول العلاقات المتجذرة بين الجزائر وإيطاليا، مدعومة بالروابط التاريخية والثقافية والقرب الجغرافي، مع إشارة إلى توجه جديد يهدف إلى توسيع مجالات التعاون نحو قطاعات غير تقليدية، بما يعكس التغيرات المتسارعة في الاقتصاد الجزائري.

وتطرقت المجلة إلى التقدم الملحوظ الذي حققته الجزائر في مجالات التنمية الاقتصادية والبشرية، بفضل الاستثمار في البنى التحتية والسياسات الاجتماعية، مبرزة في الوقت نفسه جاذبية السوق الجزائرية للشركات الإيطالية، بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتشمل أهم مجالات الاهتمام:

الفلاحة، الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية، الصناعات الغذائية والتحويلية، الصناعة الصيدلانية، الصناعات الميكانيكية وصناعة السيارات.

كما سلطت النشرية الضوء على عوامل جذب إضافية في الجزائر، على غرار انخفاض كلفة الطاقة والمواد الأولية، وتوفر رأس مال بشري متخصص بفضل العدد الكبير من الجامعات ومراكز التكوين، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي القريب من أسواق إفريقيا جنوب الصحراء.

وأكدت المجلة أن الجزائر تُعد دولة ذات أولوية ضمن "خطة ماتيي" لتعزيز الشراكات الإيطالية في إفريقيا، مشيرة إلى الفرص الكبيرة في القطاع الفلاحي، خاصة في الولايات الجنوبية ذات المناخ الصحراوي، بهدف دعم الأمن الغذائي وزيادة الصادرات خارج قطاع المحروقات.

كما توقفت المجلة عند الإمكانات الواعدة في قطاعات البناء، الحديد والصلب، وصناعة السيارات، إضافة إلى الطاقات المتجددة، مذكّرة بأن الجزائر تمتلك أحد أكبر المخزونات الشمسية في العالم، وتسعى إلى بلوغ إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة بحلول سنة 2035.

وفي حوار مع السفير الإيطالي بالجزائر ألبرتو كوتيلو، أكد هذا الأخير الديناميكية المتنامية في التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الطاقة والطاقات المتجددة، إلى جانب مشاريع مستقبلية تشمل الربط الرقمي عبر كابل بحري جديد، صناعة السيارات، الصناعات الصيدلانية، الدفاع، النقل، الابتكار التكنولوجي والصناعات الغذائية. وشدد السفير على قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية على مواكبة هذا التوجه.

كما أشار إلى أن قطاع السيارات يعد من أبرز المجالات الجاذبة للاستثمار، مستشهداً بمصنع "فيات" بوهران وفرص أخرى في الحديد والصلب والرخام. وذكّر بالاتفاق الموقع في يوليو الماضي لإنشاء مركز تدريب جزائري-إيطالي متخصص في الرخام.

وختمت المجلة بالتأكيد أنّ السنوات الأخيرة شهدت تعزيز حضور الشركات الإيطالية في الجزائر، مقابل اهتمام متزايد بمواكبة المشاريع الوطنية الرامية لتنويع الصناعة وتعزيز الإنتاج المحلي، مستفيدة من التشابه بين البلدين في اعتماد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كركيزة للنمو الاقتصادي.