اسلاميات

"إحرام الكعبة".. هكذا يُجهّز البيت العتيق لاستقبال موسم الحج

يعود التقليد إلى عصر صدر الإسلام للإعلان عن دخول موسم الحج، والاستعداد لتغيير كسوة الكعبة في يوم عرفة.

  • 319
  • 2:09 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

رفعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أمس الثلاثاء، الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار 3 أمتار، وهو ما يعرف بـ "إحرام الكعبة"، في إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال موسم حج لعام 1446هجرية الموافق لـ2025 ميلادية.

وحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية، فإن العملية تتضمن فك الأجزاء السفلية وفصل الأركان ورفع الكسوة وتثبيتها على ارتفاع 3 أمتار، ثم تثبيت القماش الأبيض وإعادة القناديل إلى أماكنها.

ويأتي هذا الإجراء السنوي في سياق المحافظة على سلامة الكسوة وحمايتها من التلامس أو التلف أو العبث بها مما يعرضها لبعض الضرر كالتمزق بسبب تعلق الطائفين بها، في ظل كثافة الطواف.

وقد تمت عملية الرفع "بمشاركة فرق متخصصة، ووفق إجراءات دقيقة تراعي قدسية المكان وأعلى معايير السلامة والاحترافية". وتأتي عملية رفع ستار الكعبة عن طريق مجموعة من المختصين من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وهي عبارة عن طي ستار الكعبة المكسوة بقطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم للأعلى، لرفعها عن العبث، ولتكون فرصة سانحة للطائفين لرؤية أستار الكعبة مرفوعة.

ويغطى الجزء المرفوع بقطعة قماش قطنية بيضاء بعرض مترين من جميع الجهات، "وهي عادة متبعة سنويا، تعكس التنظيم الدقيق والاستعدادات المتكاملة لاستقبال الحجاج الميامين".

وبدأت هذه العادة منذ صدر الإسلام، حيث يتم رفع أستار الكعبة الجانبية مع دخول وقت الحج، ويستخدم اللون الأبيض كنوع من الإعلان والإشهار بدخول وقت تأدية ركن الإسلام الخامس، قبل انتشار وسائل الاتصالات والإعلام، وذلك بحكم أنها كانت وسيلة للدلالة على دخول وقت الشعيرة آنذاك.

كما يكون رفع الكسوة جزئيا لارتفاع 3 أمتار فيما يعرف بإحرام الكعبة، استعدادا لارتداء الكعبة المشرفة ثوبها الجديد في يوم الوقوف بعرفة من كل عام.

تزن كسوة الكعبة 850 كيلوغراما، ومقسمة على 47 قطعة قماش بعرض 98 سنتيمترا، وارتفاع 14 سنتيمترا، تطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى 54 قطعة على الكعبة.

ويتم العمل على صناعتها في قسم متخصص باسم "تطريز المذهبات" بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وذلك باستخدام 120 كيلوغراما من المذهبات، و100 كيلوغرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و760 كيلوغراما من الحرير.

وبعد الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والتصنيع التي تتجاوز تكلفتها سنويا 20 مليون ريال (الدولار 3,75 ريالات)، وفي منتصف شهر ذي القعدة، يقام طقس سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتسلم الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، الذي بدوره يقوم بتسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، لتبدأ بعدها عملية تركيب الكسوة في يوم عرفة.