اسلاميات

التفكر في آيات الكون.. طريق لمعرفة الله!!

يقول الباري سبحانه: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج}

  • 190
  • 2:20 دقيقة
الشيخ عبد المالك واضح*
الشيخ عبد المالك واضح*

 يقول الباري سبحانه: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج}، ويقول سبحانه: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها}. انظر إلى السماء في حسنها وارتفاعها وجمالها، وانظر إلى الأرض التي مهدها الله لنا، وجعل لنا فيها سبلا، ثم أرساها بالجبال لتكون مستقرة، لا تميد ولا تحيد ولا تتحرك، ثم هي ميسرة، فكل العباد يمشون عليها، ويزرعون فيها، ويطلبون المعايش بأنواعها عليها: {والأرض بعد ذلك دحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها، والجبال أرساها}، فما ظننا لو أن الأرض تميد بنا وتنكفئ وتنقلب بنا فهل نرتاح عليها: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج}. ثم انظر إلى النبات وإلى الثمرة، تجدها مختلفة، مع أن الأرض واحدة، والماء واحد، ولكن النبات باختلافه تختلف هذه الثمار، بقدرة مَن؟ بقدرة الله الذي لا إله إلا هو، فمن تأمل ذلك وعقل وتدبر، علم كمال قدرة الخالق سبحانه: {وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان}، كل هذه الأصناف: {يسقى بماء واحد}.

ومن آياته تعالى ما بث في الأرض من المخلوقات الكثيرة، على اختلاف أشكالها وألوانها ولغاتها: {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}، ولما خلق الله الخلق، خلق لكل شكل ما يناسبه من الزوجات، فبنو آدم خلق الله لهم زوجات من أشكالهم ومن أنفسهم: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. ثم تفكر أيها الفاضل في هذه المخلوقات الكثيرة المنتشرة، هل هي ترزق أنفسها أم لها رب يرزقها؟ إن لها ربا يرزقها، هو الذي تكفل بأرزاق جميع مخلوقاته: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}. فمَن الذي هدى النملة حتى تدخر قوت الصيف للشتاء؟ ومَن الذي هداها إذا دخل الماء جحرها أن تنشر طعامها حتى يجف، ثم تدخله مرة أخرى، من الذي هداها إلا الله؟

تفكر عبد الله في آيتي الليل والنهار: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}. ومن آيات الله تعالى الشمس والقمر حيث يجريان في فلكهما بسير منتظم: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون}. ألا ولنتفكر في هذه الكواكب والنجوم التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى، خلقها الله زينة للسماء، وعلامات يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر: {وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون}.
ولنتفكر أيضا في خلق أنفسنا: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، إنها آية رائعة تدور حولها خبايا أنفسنا وقدراتنا اللامحدودة، فهذه الآية وحدها لا تحتاج إلى مقالة، بل تحتاج إلى مجلدات لبيان معناها، فالله جلّت قدرته هو الخالق لكل مخلوق، الله هو الموجد لكل موجود، الله هو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن: {قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}، {ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون}.. والله ولي التوفيق.