اسلاميات

الدعوة لحماية أهالي غزة وإيصال المساعدات دون قيود

توّج المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية بأستانا عاصمة كازاخستان، بإعلان أستانا للسلام للعام 2025

  • 139
  • 2:27 دقيقة

توّج المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية بأستانا عاصمة كازاخستان، بإعلان أستانا للسلام للعام 2025 الذي يستعرض أبرز ما خلصت إليه أعماله من مبادئ وتوصيات عملية لتحقيق السلام العالمي.

شهدت العاصمة الكازاخستانية، أستانا، الأربعاء الماضي، فعاليات المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية، تحت عنوان «حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل» بمشاركة أكثر من 100 وفد يمثلون 60 دولة من أنحاء العالم، في حدث يعزّز الحوار والتعاون بين الثقافات والأديان، فيما طغت الأوضاع المأساوية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية على خطابات المؤتمر.

وافتتح رئيس جمهورية كازاخستان، قاسم جومارت توقاييف، أعمال المؤتمر الذي شهد حضور ومشاركة حشد كبير من القادة الدينيين رفيعي المستوى من مختلف دول العالم، من ضمنهم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى كـ«ضيف شرف”، ودبلوماسيين وغيرهم، حيث شاركوا في أعمال المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية الذي انعقد يومي 17 و18 سبتمبر 2025 بأستانا.

وأكد الرئيس الكازاخستاني أهمية الحوار الديني في تعزيز السلام العالمي ومواجهة التحديات المعاصرة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يجب أن يكون جسرا للتآزر من أجل المستقبل، داعيا إلى اتخاذ مواقف عملية دولية للوقوف في وجه المظالم الكبرى، وفي مقدمتها ما يجري في فلسطين. وأشار إلى أن قادة الأديان يتحمّلون مسؤولية كبيرة في توثيق العلاقات بين البشر وبذل قصارى جهدهم حتى لا ينهار العالم أو يقع في الفوضى، متمنيا الرشد للساسة في العالم.

وسلط توقاييف الضوء على التاريخ الغني لكازاخستان كملتقى للثقافات والأديان، حيث تعايشت الديانات العالمية بسلام على أراضيها، موضحا أن النموذج الكازاخستاني للتسامح العرقي والديني، المبني على مبدأ «الوحدة في التنوع»، يتجلى في السياسة الخارجية السلمية للبلاد، مقترحا إنشاء «حركة السلام» تحت مظلة المؤتمر، ووثيقة مشتركة لدور القادة الدينيين في مكافحة تغير المناخ، ولجنة بين الأديان لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أجمع غالبية المتحدثين على أن ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية وعملية تجويع ممنهجة يمثل اعتداء سافرا على الإنسانية ووصمة عار على جبينها وعلى المجتمع الدولي، وجرحا مفتوحا في الضمير العالمي، ما يجعله حاجة ملحة إلى احترام الإنسان وإعادة الاعتبار لقيم العدالة والسلام.

ووصف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية وتجويع إجرامي منظم بأنه وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، مؤكدا أن الإنسانية ستظل تُحاكم بقدر صمتها أمام هذه المأساة، داعيا إلى تحرك عاجل لحماية الأبرياء وإيصال المساعدات من دون قيود.

بدوره، أبرز الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن محمد الضبيعي، دور منظمة التعاون الإسلامي وجهودها الخاصة بمكافحة التطرف والإرهاب وصناعة السلام، من خلال عمليات الوساطة التي قامت بها المنظمة ودولها الأعضاء في عدد من النزاعات في جغرافيا العالم الإسلامي.

من جهته، أكد المتحدث باسم بابا الفاتيكان، جورج جاكوب كوفال، أن الحوار بين الأديان ليس ترفا بل ضرورة، خاصة في عالم يزداد تمزقا بسبب الحروب والنزاعات، مشيرا إلى أنه: ”عندما يقف قادة الأديان دفاعا عن الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع ويرفعون صوتا واحدا دعما للكرامة الإنسانية، فإنهم يشهدون على حقيقة أن الإيمان يوحد أكثر مما يفرق وأن الدين نبع الشفاء والمصالحة”.
في حين، أشار مبعوث الكرسي الرسولي، الأب لوران بازانيز، إلى أن على الأديان أن تقول: ”نعم للسلام ونعم للتنمية العادلة”.