أطلقت المراكز والمساجد والمؤسسات الإسلامية في كندا، مساء أمس الأربعاء، فعاليات ”شهر التاريخ الإسلامي الكندي” تحت شعار ”معًا من أجل كندا”، والذي يُقام كل عام خلال شهر أكتوبر، احتفاء بإرث الحضارة الإسلامية وإسهامات المسلمين في المجتمع الكندي والمجتمعات عموما. ويُنظم المسلمون في مختلف المقاطعات الكندية فعاليات عامة خلال شهر أكتوبر للتأمل في الإرث الإسلامي الغني، واستحضار دور العلماء والمفكرين المسلمين الذين أسهموا في تقدم الإنسانية في مجالات العلوم والطب والفلسفة والآدب... وغيرها.
ويقدّم المشاركون في مختلف المؤسسات والمراكز الإسلامية في كافة مقاطعات كندا، محاضرات عن أعلام الأمة الإسلامية، ومعارض عن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، لتأكيد أن تذكّر الماضي يعزّز الهُوية الإسلامية، ويرسخ القيم التي قامت عليها إنجازات المسلمين عبر القرون.
ويدعو شهر التاريخ الإسلامي الكندي الذي أُطلق عام 2007، الناس لاكتشاف التاريخ والثقافة الغنية للمسلمين في كندا ومساهماتهم. كما يشجع هذا الشهر التذكاري، وفقا للحكمة الكندية، الكنديين على الانخراط في حوار حقيقي لتعزيز التفاهم المتبادل بينهم، وتعزز المبادرة شمولية وتقديرا أكبر لتنوع المجتمعات المسلمة في كندا.
وأوضحت الممثلة الخاصة الكندية لمكافحة الإسلاموفوبيا، أميرة الغوابي، في مقابلة مع راديو كندا الدولي، أن هذه الحملة صُمّمت لتسليط الضوء على المساهمات الإيجابية للمسلمين الكنديين في المجتمع، كما ”تهدف المبادرة إلى إظهار كيف يتحد المجتمع للعمل معا”. وأعربت الغوابي عن قلقها إزاء تصاعد الإسلاموفوبيا والكراهية عبر الإنترنت، مؤكدة سعي منظمتها (الرسمية) إلى ”المشاركة بطرق إيجابية، بما في ذلك إعداد دليل حول الإسلاموفوبيا لرفع مستوى الوعي وتثقيف الجمهور”.
وأشارت ممثلة الحكومة لمكافحة الإسلاموفوبيا إلى أن الاهتمام بهذا الدليل آخذ في الازدياد، وأن أجهزة الشرطة والمعلمين طلبوا نسخا منه، كما شجعت الجمهور على تنزيل الدليل ومشاركته مع المؤسسات وصانعي القرار.
بدوره، وزير الهوية والثقافة الكندية، ستيفن غيلبو، صرح في بيان صحفي بأن كندا تحتفل خلال الشهر الكندي للتاريخ الإسلامي بالمساهمات الكبيرة للمجتمعات المسلمة، وأضاف ”يُثري ما يقرب من مليوني شخص من أصول تعود لأكثر من 50 دولة كندا، ويعززون نسيجها الاجتماعي”، وأن ”كندا تستمد قوتها من شعبها الذي يُقدّر التنوع والشمول”. ويرى غيلبو أن هذه المجتمعات تلعب دورا حاسما في قطاعات مختلفة، مثل الطب والعلوم والهندسة والفنون وريادة الأعمال والقانون، مؤكدا ”التزام الحكومة الفيدرالية بمكافحة الكراهية والتمييز، بما في ذلك الإسلاموفوبيا”.
وتحقيقا لهذه الغاية، قال وزير الهوية والثقافة إنه يتعاون مع الممثلة الخاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا، أميرة الغوابي، وأكد أن ”الحكومة تدعم أيضا المجتمعات المعرضة للخطر، من خلال تقديم مساعدات مالية لتأمين أماكن تجمعهم، بالإضافة إلى ذلك، تشجع المبادرات المحلية التي تجمع الكنديين في مكافحة العنصرية”. وشدد الوزير أن ”تعدد ثقافات شعبها وخلفياته المتنوعة تجعل البلاد واحدة من أكثر الأماكن حيوية وتنوعا في العالم، وهو مكان يفخر به جميع الكنديين”.
هذا، ويؤكد القائمون على هذه الفعاليات أن شهر التاريخ الإسلامي لا يجب أن يقتصر على استذكار الماضي، بل ينبغي أن يكون حافزا للنظر إلى الحاضر وبناء المستقبل، خاصة أن للمسلمين في كندا تاريخا فريدا يستحق الاحتفاء به.
يشار إلى أن المنظمين شددوا على أن التاريخ الحقيقي لا يُكتب بالمنشورات أو الملصقات، بل يُصاغ بالأفعال والقيم والإسهامات التي تقدمها الأجيال المتعاقبة، وأن تاريخ مسلمي كندا يستحق أن يُروى ويُحفظ بوصفه جزءا لا يتجزأ من تاريخ كندا.
عبد الحكيم قماز
15/10/2025 - 23:09
عبد الحكيم قماز
15/10/2025 - 23:09
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال