كشفت المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، عن استراتيجية "ميثاق المتوسط" الجديدة، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في جنوب المتوسط، وذلك استنادًا إلى الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع المنطقة.
يعد الميثاق حسب بيان صادر عن المفوضية الأوروبية، إطاراً تعاونياً شاملاً يقوم على مبادئ الملكية المشتركة والصياغة المشتركة والمسؤولية المشتركة، ويسعى لبناء فضاء متوسطي مشترك ومترابط ومزدهر وآمن وقادر على الصمود، من خلال تبني نهج عملي يرتكز على مبادرات ملموسة تحقق قيمة مضافة للشعوب والاقتصاديات على جميع ضفاف المتوسط.
ويرتكز الميثاق على ثلاث ركائز رئيسية تشمل "الشعوب كقوة دافعة للتغيير" من خلال تعزيز التعليم العالي والتدريب المهني وتمكين الشباب والمجتمع المدني والتنقل والثقافة، حيث ستكون جامعة البحر الأبيض المتوسط مشروعاً رائداً في هذا الإطار. فيما تركز الركيزة الثانية على "اقتصادات أقوى وأكثر استدامة" عبر تحديث علاقات التجارة والاستثمار وتعزيز الطاقة النظيفة ومرونة المياه والاقتصاد الأزرق والترابط الرقمي، حيث تبرز مبادرة الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة عبر المتوسط (T-MED) كمشروع رئيسي. أما الركيزة الثالثة فتُعنى بـ "الأمن والتأهب وإدارة الهجرة" من خلال مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وزيادة التأهب الإقليمي والتعاون في مجال الهجرة.
كما يتيح الميثاق، حسب البيان، التعاون مع شركاء من خارج منطقة جنوب المتوسط، بما في ذلك دول الخليج وإفريقيا جنوب الصحراء وغرب البلقان وتركيا، حيث من المقرر اعتماد الميثاق سياسياً في نوفمبر 2025 بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، على أن يتم إصدار خطة العمل الأولية في الربع الأول من عام 2026.
ويأتي الميثاق نتيجة عملية تشاورية موسعة شاركت فيها مجموعة واسعة من الجهات المعنية، بما في ذلك الشركاء في جنوب المتوسط والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، ممثلاً تتويجاً لتطور التعاون الإقليمي الذي بدأ بعملية برشلونة عام 1995 وتطور عبر أجندة المتوسط 2021.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال