أربعة أيام بعد استقالته، أعاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، تعيين سيباستيان لوكورنو في منصب وزير أول، ما يحول الأزمة السياسية إلى مسخرة، على حد تعبير أولى التعليقات من الطبقة السياسية الفرنسية.
وفي أول تعليق له، قال لوكورنو، عبر تغريدة في منصة "إكس"، أنه قبل مهمة وزير أول مرة أخرى من "باب الواجب" الوطني، لتبرير تصريح سابق له قال فيه أنه لن يقبل مجددا المنصب في ظل الأزمة الجارية.
وينم إعادة تعيين لوكورنو من قبل ماكرون، عن رفض هذا الأخير، الحلول الأخرى، حل البرلمان أو الاستقالة من منصبه. وسيحاول الوزير الأول الجديد – القديم، ايجاد توازنات من أجل التصويت على قانون المالية 2026 الذي لم يعد يفصل فرنسا عنه سوى أياما قليلة قبل آخر أجل للمصادقة عليه.
-
- العالم
- 10-10-2025
- 14:21
عزلة ماكرون وانهيار "الماكرونية"
من منظور نظرية النظم، يشهد النظام السياسي الفرنسي حالة من "الخلل الوظيفي" الحاد، يتجلى في فشل حزب "الجمهورية إلى الأمام" في أن...
ودائما في تغريدته، قال لوكورنو أنه سيسعى لتشكيل حكومة جديدة "ومن يقبل المشاركة فيها، يجب أن يبقي حسابات رئاسيات 2027 جانبا".
ويظهر أن لوكورنو قبل بهذه المهمة "الانتحارية" وفاء لصديقة ماكرون لا غير، فكل تشكيلات الغرفة السفلى للبرلمان، أعلنت أنها ستحجب الثقة عن أي حكومة ولكل حزب حساباته، فحزب "التجمع الوطني"، يريد حل البرلمان أملا بالفوز بالأغلبية في التشريعيات ما يمكنه من التصويت على قانون عفو شامل يتيح لزعيمته الحقيقية، مارين لوبان المشاركة في رئاسيات 2027 .
في حين يطالب حزب "فرنسا الأبية" باستقالة ماكرون وتنظيم رئاسيات مسبقة، لا يمكن لمارين لوبان المشاركة فيها، بسبب إدانتها في قضية اختلاس أموال من البرلمان الأوروبي، ما يجعل حظوظ زعيمه جون لوك ميلونشون كبيرة للوصول للدور الثاني على الأقل.
ووصف ميلونشون في منشور في صفحته في فايسبوك، إعادة تعيين لوكورنو بـ "الكوميديا".
من جهته، قال جوردان بارديلا، رئيس حزب "التجمع الوطني"، في تغريدة في منصة "إكس"، أن تشكيلته ستصوت على حجب الثقة للحكومة التي سيشكلها العائد إلى منصب وزير أول.
للإشارة، لوكورنو استقال من منصبه يوم الإثنين الماضي، بعد 27 يوما من تعيينه، ظل طيلتها يبحث عن تشكيل حكومة توافقية، وهو ما تم ليلة الأحد، غير أن جل أحزاب الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) أعلنت نيتها حجب الثقة عنها، بل أن حزب "الجمهوريين" الذي يقوده وزير الداخلية، برونو روتايو، لمح إلى الانسحاب من الحكومة الجديدة، ما دفع لوكورنو إلى تقديم استقالته صبيحة الإثنين.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال