العالم

ليبيا: حفتر يشوش على العملية السياسية

موالون لسيف الإسلام القذافي فرضوا أنفسهم في الانتخابات البلدية الجارية حاليا.

  • 3361
  • 1:38 دقيقة
اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، الصورة: ح.م
اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، الصورة: ح.م

بعد أن انطلقت الانتخابات البلدية في ليبيا مؤخرا، كمرحلة أولى لبلوغ الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية، شهدت العملية اضطرابات وتشنجات في العديد من المناطق التي تخضع لسيطرة ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وأبنائه، ما قاد المفوضية العليا للانتخابات بالبلد إلى تعليق العملية في العديد من الدوائر، في ولايات طبرق وبنغازي وسبها وسرت ودائرة في العاصمة طرابلس.

وأفادت الهيئة التي تشرف على العملية الانتخابية في البلد، الذي يعيش منذ 2011 أزمة سياسية وأمنية عميقة، إثر انهيار حكم العقيد الراحل معمر القذافي، أنها قررت تعليق العملية في عشر دوائر شهدت مشاكل واضطرابات، على أن "تستأنف مباشرة حال زوال أسباب التعليق"، آمرة في بيان لها، أمس الأحد، الإدارة العامة بـ"متابعة تنفيذ الإجراءات المتخذة حيال استئناف العملية"، مع موافاتها "مجلس المفوضية بكل ما يتعلق بها من مستجدات قانونية ولوجستية".

وبالنسبة لطبيعة الاضطرابات التي شهدتها العملية الانتخابية في تلك الدوائر المتواجدة في مجملها في المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات خليفة حفتر، باستثناء دوائر جنزور بطرابلس، الواقعة في إقليم سيطرة المجلس الرئاسي، ذكرت مصادر مطلعة ومتطابقة أن بروز مؤشرات على صعود تيارات مخالفة لتوجهات خليفة حفتر، دفعت بأتباع هذا الأخيرة بالتشويش والتدخل بأساليب مختلفة من أجل عرقلتها.

وأوضحت مصادر صحفية وموثوقة تحدثت إلى "الخبر"، أن من بين التيارات التي برزت في الانتخابات تيار سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أن هذا الأخير لا يزال مهتما بالشأن السياسي في البلد، وله طموح للترشح في حالة تهيأت وتوفرت شروط وظروف إقامة "انتخابات نزيهة وحرة".

وتتنافس في ليبيا عدة تيارات وتوجهات سياسية منذ سقوط حكم معمر القذافي، إثر ثورة شعبية مسنودة وموجهة بتدخلات أجنبية، وأبرزها حلف الناتو وفرنسا اللذان تدخلا بالقوة وبالسلاح من أجل رسم وتوجيه مسار الأحداث. ولم يتوار أنصار الراحل العقيد معمر القذافي، الذي تعرض لعملية قتل بسواعد ليبية وأجنبية، نهائيا عن المشهد، منذ بداية الأحداث.

وتؤشر العديد من المعطيات والتحركات والكتابات على أن هذا التيار يسعى للانخراط في العملية السياسية والانتخابية الجارية في البلد، رافضا منطق العنف والقوة والبلطجة، للعودة بليبيا إلى الاستقرار والوحدة وبناء نظام وطني نابع من إرادة الشعب ومبادئه، سواء في القضايا الداخلية وحتى الدولية.