تسعى واشنطن وموسكو للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، يكرّس سيطرة روسيا على الأراضي التي سيطرت عليها خلال الحرب، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الأمر.
ووفق المصدر ذاته فإن مسؤولين من البلدين يعملون على وضع تفاهم حول مسألة الأراضي، تمهيداً لقمة محتملة بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في أقرب وقت، ربما الأسبوع المقبل.
وأضاف أن واشنطن تسعى للحصول على موافقة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين على الاتفاق، الذي ما زال بعيداً عن التأكيد.
ويطالب بوتين بأن تتنازل أوكرانيا عن كامل منطقة دونباس الشرقية لصالح روسيا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها قواته في 2014.
ويتطلب ذلك من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إصدار أمر بسحب القوات من أجزاء من إقليمي لوغانسك ودونيتسك لا تزال تحت سيطرة كييف.
ويمثل مثل هذا السيناريو مكسباً كبيراً لبوتين، الذي سعى طويلاً إلى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن شروط إنهاء الحرب التي بدأها، متجاوزاً أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين.
ويخاطر زيلينسكي بمواجهة اتفاق يُفرض عليه على قاعدة أن هذا هو الاتفاق المتاح إما أن يستغله أو يتركه، فيما تخشى أوروبا أن تُترك لمراقبة وقف إطلاق النار، بينما يعيد بوتين بناء قواته.
ويهدف الاتفاق أساساً إلى تجميد الحرب وتهيئة الطريق لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات فنية حول تسوية سلام نهائية، وفق الوكالة الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة قد دفعت سابقاً باتجاه أن توافق روسيا أولاً على وقف إطلاق نار غير مشروط، لفتح المجال أمام مفاوضات لإنهاء الحرب التي تدخل عامها الرابع.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في جانفي وعد ترامب بحل أسرع لأكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وعبّر عن إحباط متزايد من رفض بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار. وقد أجرى الزعيمان ستة اتصالات هاتفية منذ فيفري، فيما التقى مبعوث ترمب ستيف ويتكوف مع بوتين خمس مرات في روسيا لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وكرر بوتين أن أهدافه من الحرب لم تتغير، وتشمل مطالبة كييف بالحياد والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى الناتو، وقبول خسارة القرم والمناطق الأربع الشرقية والجنوبية الأخرى لصالح روسيا.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت سابقاً الاعتراف بالقرم كجزء من روسيا ضمن أي اتفاق لوقف الحرب، مقابل التنازل فعلياً عن السيطرة الروسية على أجزاء من مناطق أوكرانية أخرى، على أن تعود السيطرة على أجزاء من زابوريجيا وخيرسون إلى أوكرانيا.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال