العالم

الإمارات متهمة بتشويه صورة المسلمين في فرنسا

مولت عن طريق مجلة مغمورة عملية سبر آراء "مشبوهة".

  • 12148
  • 1:49 دقيقة
مسجد "مريم" بمدينة مارسيليا الفرنسية، الصورة: Maxapp
مسجد "مريم" بمدينة مارسيليا الفرنسية، الصورة: Maxapp

أثار سبر آراء حول المسلمين في فرنسا، صدر يوم 18 نوفمبر الجاري، جدلا واسعا، إذ اتهم اليسار معهد "إيفوب"، المتخصص في إنجاز استطلاعات الرأي، بتشويه صورتهم، فيما استغل اليمين المتطرف نتائجه لصب مزيد من الزيت على نار الكراهية ضد الجالية المسلمة.

 وحسب نتائج عملية سبر الآراء، فإن 43 بالمائة من المسلمين، البالغين بين 25 و34 سنة، يساندون أطروحات التيار الإسلامي المتشدد.

كما قال أصحاب العملية الاستطلاعية إن عدد المسلمين في فرنسا في تزايد بطيء، لكنه منتظم.  كما أفادت الدراسة أن أغلب المستجوبين، البالغ عددهم ألفا من مسلمي فرنسا، يحتكمون إلى قواعد الشريعة الإسلامية قبل قوانين الجمهورية الفرنسية، ما كان كافيا ليعيد إيريك زمور طرح أسطوانة الاجتياح الإسلامي، ومعه كل الوجوه البارزة في اليمين المتطرف، من مارين لوبان، إلى أيريك سيوتي، مرورا بفيليب دوفيليي. كما خصصت القنوات الإخبارية، في طليعتها قناة "سي نيوز" المتطرفة، حصصا وساعات طويلة منذ صدور نتائج سبر الآراء للتهجم على المسلمين.

 في المقابل ندد اليسار بدراسة معهد "إيفوب" واعتبرها محاولة أخرى لتشويه صورة المسلمين. وشككت النائبة، كليمونس غيتي، عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري، في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في منهجية سبر الآراء. لتعود بعدها النائبة نفسها، لتكشف، على غرار العديد من السياسيين والنشطاء الجمعويين، خبايا العملية الجديدة التي استهدفت المسلمين في فرنسا، وشكلت مادة للتيار اليميني المتطرف المتغوّل حاليا بفرنسا والمعادي للمسلمين.

 وقالت كليمونس غيتي إن: "لا أحد تساءل من هو الآمر بإجراء عملية سبر الآراء هذه، فاكتشفنا اليوم (أمس الخميس) أن زبون معهد "إيفوب" هي مجلة لها علاقات وطيدة بالمخابرات الإماراتية، إلى متى سنترك دولا أجنبية تتدخل في شؤوننا الداخلية وتقوم بتحريض الفرنسيين على بعضهم البعض".

 وفي نفس السياق، اهتمت يومية "ليبيراسيون"، الفرنسية، في مقال صادر أمس، بمجلة ecran de veille، غير المعروفة، والتي طلبت من معهد "إيفوب" إجراء عملية سبر الآراء حول الملسمين في فرنسا، وظهر أن أغلب منتسبيها سبقوا أن عملوا في مجلة "ماريان" اليمينية، لكن الأهم، حسب الجريدة اليسارية، أن أغلب المتعاونين معها ذُكرت أسماؤهم في قضية تدخل إماراتي في شؤون داخلية فرنسية ودول أوروبية أخرى، استنادا إلى تحقيق نُشرت نتائجه من قبل موقع "ميديا بارت" الفرنسي سنة 2023 بالتعاون مع European Investigative Collaborations ، وهي هيئة تضم صحفيين استقصائيين.

 وكشف هذا التحقيق، يومها، أن هذه المجلة، وخلفها دولة الإمارات العربية المتحدة، مولت حملة تشويه أكثر من ألف شخصية وجمعية مسملة في أوروبا بكاملها.