خرجت السلطات الجزائرية عن صمتها، أمس الأحد، في ما يتعلق بقرار مجلس الأمن الأممي بخصوص قضية الصحراء الغربية، وعبرت عن موقفها تجاه القرار، من خلال حوار لوزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، مع "قناة الجزائر الدولية".
وبينما أوضح عطاف العديد من العناصر التي أخفاها المغرب في تسويقه للقرار بأنه "تتويج لجهود كبيرة لحسم النزاع لصالحهم"، وإشارته إلى جزئيات جوهرية جعلت الجزائر على بعد خطوتين للتصويت لصالح القرار، برزت في اللقاء حقائق لافتة حول خصائص ومواصفات مخطط الحكم الذي يقترحه المغرب لإنهاء النزاع المستمر منذ خمسة عقود.
وضمن اللقاء، استدل وزير الخارجية بنسخة من وثيقة ما يسمى "مخطط الحكم الذاتي " الذي اقترحه المغرب، كتصور لإنهاء احتلال الصحراء الغربية، واعتبره القرار الأممي "قد يكون الحل الأمثل لقضية الصحراء الغربية مع ضرورة التفاوض بين طرفي النزاع".
واللافت والمثير للغرابة، بحسب ما بدا في تعبيرات وشروحات الوزير، أن هذه الوثيقة التي تستعرض المخطط المقترح للصحراويين تحت سيادة المملكة المغربية المزعومة، جاءت في أربع صفحات وفقرة، مما جعلها في نظر عطاف، لا تستحق حتى تسمية مخطط.
وأشار الوزير إلى أن الوثيقة، من حيث الشكل، فاقدة لأي مضمون سياسي ولا قانوني، وتبدو مجرد التماسات مبدئية وتصريحات نوايا. وتابع عطاف وهو يلوح بالوثيقة: "لكن بصرف النظر عن الجانب الشكلي، هناك ما هو أكثر جدية، وهو أن هذا المخطط قدم إلى أكثر من 193 دولة عضو في المجتمع الدولي، باستثناء المعنيين بالأمر الصحراويين".
وأبعد من ذلك، قال عطاف إن المخطط المقترح الذي يفتقر للجوهر والمضمون الحقيقي، لم يسبق أن أعتبره وقيّمه المبعوثون الخاصون للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، بأنه جاد لطرحه للنقاش، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن كان محل نقاش من قبلهم.
وعلاوة على ذلك، كشف الوزير أن المبعوث الحالي للصحراء الغربية، ستافان ديميستورا، خاطب في مناسبتين وفي اجتماعين أمميين مغلقين في جانفي وأكتوبر ممثل المغرب، ليخبره بأن "مخططكم يفتقر للجدية ونحن بحاجة إلى مزيد من المضمون، ليتسنى لنا إصدار حكم، لأنه بهذا الشكل لا يمكن أن يشمل قاعدة للنقاش".
وكان عطاف قد تطرق إلى جوهر قناعات الجزائر تجاه القضية في اللقاء، وأكد أن الجزائر مقتنعة بثلاث نقاط مهمة، وهي أن "يبقى إطار الأمم المتحدة هو الإطار الوحيد لمعالجة القضية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره كغيره من الشعوب، والدخول في مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو".

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال