مجتمع

اختفاء الطفلة مروة بقسنطينة يثير قلقا واسعا

اختفاء مروة، في ظروف غامضة، منذ صباح الخميس الماضي.

  • 1723
  • 1:58 دقيقة
الطفلة مروة بوغاشيش
الطفلة مروة بوغاشيش

لا تزال مدينة قسنطينة تعيش على وقع قلق متزايد وشغف لا يهدأ، بعد اختفاء الطفلة مروة بوغاشيش، البالغة من العمر 13 عاما، في ظروف غامضة، صباح يوم الخميس الماضي من حي الزيادية.

اختفاء مروة، التي لم تعد إلى منزلها بعد انتهاء امتحاناتها المدرسية، ألقى بظلاله على الحي والمدينة بأكملها، مثيرا موجة من التعاطف والمناشدات عبر مختلف الأوساط.

وقد كشفت عمة الطفلة مروة، في اتصال مؤثر مع "الخبر"، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت اختفاء ابنة أخيها.

ففي صباح يوم الخميس، وبعد انتهاء امتحانها الأخير لهذا الفصل الدراسي، غادرت مروة متوسطة "11 ديسمبر" الواقعة بحي الزيادية، في حدود الساعة 9:30 صباحا، برفقة زميلتين لها.

وسارت الفتيات الثلاث معا حتى مفترق الطرق، حيث افترقن بعد ذلك، فاتجهت الزميلتان إلى منزليهما في الاتجاه المعاكس لمنزل مروة، الذي يقع في آخر عمارة بحي الزيادية، المطلة مباشرة على حي سركينة.

كانت الفتيات قد اتفقن على اللقاء مجددا عند الساعة الواحدة ظهرا لتناول وجبة الغداء سويا، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي الأنفس، فلدى توجه الفتاتين إلى منزل مروة، لاستدعائها من أجل الخروج معهما، حسب ما كان متفقا عليه، اكتشف الجميع أنها لم تعد إلى المنزل على الإطلاق. ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة البحث المحمومة وحالة الطوارئ التي تعيشها العائلة والحي بأكمله.

وصفت عمة مروة مظهر الطفلة يوم اختفائها، قائلة إنها كانت ترتدي "جينز باغي" وقميصا مخططا بالأسود. هذه التفاصيل، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تحمل في طياتها أملا في أن يتعرف عليها أحد ما ويزود العائلة والجهات المختصة بأي معلومة قد تقود إلى عودتها سالمة.

ولم يمر خبر اختفاء مروة مرور الكرام في فضاءات التواصل الاجتماعي، فقد سارع النشطاء والمواطنون إلى نشر الخبر على نطاق واسع، وتحولت صفحاتهم ومنصاتهم إلى ما يشبه غرفة عمليات افتراضية، يتبادلون فيها المعلومات والصور، ويناشدون كل من لديه أدنى معلومة قد تساعد في الوصول إلى الطفلة المختفية، حيث تعكس هذه الموجة من التضامن الروح الإنسانية العالية للمجتمع الجزائري، وحرصه على سلامة أبنائه.

وتعيش عائلة مروة، ولاسيما والدتها، حالة من الصدمة والخوف الشديد على مصير ابنتها، فالوالدة، التي لا تقوى حتى على الكلام من شدة الحزن والقلق، تتشبث بخيط الأمل الأخير، وتنتظر بفارغ الصبر أي خبر يطمئن قلبها ويعيد إليها ابنتها.

إن اختفاء الطفلة مروة بوغاشيش ليس مجرد خبر عابر، بل هو صرخة ألم وقلق يستدعي انتباه الجميع، ويدعو كل فرد في المجتمع إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية في المساعدة على الكشف عن مصيرها، فكل معلومة، مهما بدت صغيرة، قد تكون مفتاح الحل في هذه القضية التي هزت قلوب أهالي قسنطينة.