أحيت الجزائر، اليوم السبت، الذكرى الـ 55 لهذا الرمز الوطني الخالد بمراسم ترحم رسمية وشعبية نظّمت بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائر، حيث وُوري الثرى بعد مسيرة نضالية حافلة جعلت منه أحد أبرز رجالات ثورة التحرير الوطني.
حضر الوقفة شخصيات من الأسرة الثورية، وممثلو السلطات المحلية والمركزية، إلى جانب أفراد من عائلة الفقيد وعدد من المواطنين، في مشهد يعكس استمرار الوفاء لذاكرة من ضحوا من أجل استقلال الجزائر.
وخلال هذه المناسبة، تم تسليط الضوء على المسار السياسي والعسكري للعقيد كريم بلقاسم، كأحد أبرز مهندسي الكفاح المسلح وأحد صانعي اتفاقيات إيفيان التي مهّدت لاسترجاع السيادة الوطنية سنة 1962.
بالتوازي مع ذلك، شهد مسقط رأسه بايث يحيى موسى بلدية دراع الميزان بولاية تيزي وزو تنظيم سلسلة من الفعاليات التذكارية بالتنسيق مع السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني، شملت معارض وثائقية ولقاءات تاريخية وندوات فكرية في المؤسسات التربوية، تمحورت حول مساهمة العقيد بلقاسم في الثورة التحريرية وأثره في مسار بناء الدولة الوطنية.
وتأتي هذه المبادرات في إطار حرص المجتمع المدني والمؤسسات التربوية على نقل الذاكرة الوطنية للأجيال الصاعدة، وإبراز النماذج النضالية التي أرست معالم الجزائر المستقلة.
العقيد كريم بلقاسم، من مواليد سنة 1922 ببني يحيى موسى، هو من أوائل المنخرطين في الحركة الوطنية، وشارك منذ اندلاع ثورة نوفمبر في العمل المسلح ضمن المنطقة الثالثة للولاية التاريخية الثالثة، قبل أن يلعب دورًا بارزًا في قيادة جبهة التحرير الوطني وتمثيلها في المحافل الدولية، لا سيما خلال مفاوضات إيفيان.
إحياء ذكرى العقيد بلقاسم ليس مجرد واجب رمزي، بل هو رسالة وفاء لمن نذروا حياتهم من أجل حرية الوطن، وتأكيدا أن الجزائر لا تنسى أبناءها الذين صنعوا المجد والاستقلال.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال