أثار سؤال ورد في موضوع الاختبار التجريبي لمادة التاريخ والجغرافيا، الذي جرى يوم الخميس الماضي، الخاص بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة تسيير واقتصاد على مستوى ثانوية أحمد مدغري بدائرة بطيوة بوهران، ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، نتيجة تضمن السؤال لعبارة قيام دولة "إسرائيل"، الأمر الذي استدعى إيفاد لجنة تحقيق مستعجلة تنقل أفرادها إلى الثانوية الواقعة في أقصى شرق الولاية.
وأكد المسؤول الأول عن القطاع بالولاية، عبد القادر أوبلعيد، في تصريح أدلى به لـ "الخبر" بأن الخطأ المرتكب ستترتب عنه إجراءات عقابية صارمة ضد الأستاذ المعني.
ووصف مدير التربية ما حدث في الثانوية المذكورة خلال امتحان مادة التاريخ والجغرافيا الخاص بتلاميذ القسم النهائي شعبه تسيير واقتصاد، بالخطأ الجسيم الذي يستلزم بشكل آلي إحالة المتورطين فيه على المجلس التأديبي، مضيفا بأنه أوفد لجنة تحقيق مستعجلة إلى عين المكان، حيث استمع أعضاؤها للأستاذ المسؤول عن موضوع الامتحان الذي ورد فيه الخطأ، فضلا عن مدير المؤسسة، وزملاء الأستاذ الذين يُدرّسون نفس المادة.
وأضاف أوبلعيد بخصوص هذا الموضوع الذي أثار ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي في فترة زمنية جد وجيزة، بأن العبارة الواردة في موضوع الامتحان والتي تتحدث عن دولة "إسرائيل" تتنافى تماما مع الموقف الرسمي الجزائري المتضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مردفا بالقول "وحتى في المجال التعليمي والمقررات التعليمية المعتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية، والتي نلقنها لأبنائنا المتمدرسين نتحدث عن إسرائيل ككيان محتل وغزو للأراضي الفلسطينية".
وبالمقابل، ارتأت المديرية في نشرة إعلامية نقلتها صفحتها الرسمية عبر الفايسبوك، تقديم جملة من التوضيحات لخّصتها في "أن الجزائر من الدول الداعمة والواقفة إلى جانب حركات التحرر في العالم، وهذا راجع إلى معاناتها من الاستعمار الفرنسي الغاشم والمستبد، وهي تقف دوما إلى جانب القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الراهنة أمام مرأى ومسمع كل شعوب العالم دون مزايدات ومساومات"، مضيفة بأن "هذا الموقف ليس جديدا على الجزائر في ظل مشاركتها في الحروب العربية "الإسرائيلية" سنوات 1967 و1973 بالإضافة إلى وقوف الجزائر إلى جانب القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، واستقبالها لآلاف الإخوة الفلسطينيين منذ عدة عقود من الزمن تطبيقا لشعار "نحن مع فسطين ظالمة أو مظلومة".
كما أوضحت ذات النشرة بأن الأستاذ صاحب السؤال أفاد خلال التحقيق بأن الهدف من وراء طرحه هو إظهار الجانب السلبي لقيام الكيان الصهيوني واحتلاله للأراضي الفلسطينية، الأمر الذي انتهى بتوقيفه التحفظي إلى حين صدور القرارات العقابية النهائية للمجلس التأديبي على ضوء نتائج التحقيقات الجارية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال