نشرت جامعة المسيلة قائمة بـ129 طالب دكتوراه تم شطبهم من الكليات التي ينتسبون إليها، بناء على قرارات المجلس العلمي للجامعة المنعقد بتاريخ 12 جوان 2025 الجاري، في خطوة لافتة وغير مسبوقة، بررتها إدارة ب "انقطاع الطلبة عن أعمالهم البحثية"، بحسب منشور لها في صفحتها على منصة "فايسبوك".
واللافت في المنشور، أن عدد المشطوبين بلغ 129، وهو رقم مهم وسابقة أولى من نوعها، بالنظر إلى أن المناصب التي تخصصها الكليات لمشاريع الدكتوراه سنويا محدودة جدا، قياسا بعدد المترشحين والراغبين في الترشح، الذي يصل خلال تنظيم المسابقات إلى مئات الآلاف.
ويثير قرار المجلس العلمي، العديد من التساؤلات والتأويلات حول الاختلالات التي أدت إلى عدم استكمال الطلبة مشاريعهم البحثية والعلمية، التي تتوج في النهاية بشهادات دكتوراه، ويفترض أن تشكل بعدها، قيمة مضافة في البلد، ومن يتحمل مسؤولية هذا النزيف، الذي خصصت له الدولة موارد كبيرة لإنجاحه، في وقت يحلم الكثير بالالتحاق بالدراسات ما بعد التدرج.
وبملاحظة القائمة بتأن، يتبين أن أغلب الطلبة المشطوبين، مسجلون لأول مرة في الفترة الزمنية بين سنة 2008 و2018، ولم يستكملوا مشاريعهم رغم مرور سنوات عديدة، علما أن المعدل الزمني لمشروع دكتوراه في التخصصات المذكورة لا يتجاوز خمس سنوات، ما يعطي الانطباع الأولي بأن سبب الانقطاع هو السبب الظاهر في تشكل الظاهرة، في حين قد تكون أسباب كامنة على مستويات أخرى ويستوجب البحث عنها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فثمة من يدعو إلى البحث بشكل أعمق للوصول إلى الأسباب الكامنة والباطنة، التي أدت إلى اتخاذ قرار الانقطاع، ومن المسؤول عنه، في وقت تعد الدكتوراه حلم كل الطلبة الجادين وتعد المعرفة مقصد كل الدول الجادة.
والمثير للتساؤل أيضا، أن التخصصات التي شهدت عددا مرتفعا بين الطلبة المشطوبين، هي تخصصات كليات التكنولوجيا والرياضيات والعلوم، ثم تأتي تخصصات كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، وتسيير التقنيات الحضرية ثم الرياضة واللغات وغيرها بدرجة أقل.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال